نحن في علبة الحیاة سجائر

نحن في علبة الحیاة سجائر / يوسف غيشان

مثل النار في الغابات انتشرت الأنواع الجدیدة من السجائر، نوع یقوم على تدخین زیوت النیكوتین الصافي، ونوع یقوم على تسخین التبغ بدون احتراق (وھو السائد
.حالیا)، ونوع یقوم على امتصاص نكھة النیكوتین المخفف، وأنواع أخرى لست ضلیعا بھا، ولم أجرب أیا من ھاتھ الأنواع حتى ساعة اعداد ھذا البیان
:قبل ثلاثة عقود تقریبا حفظت أبیاتا من الشعر لأحد شعراء عائلة معلوف تقول
نحن في علبة الحیاة سجائر بین بخس من الصنوف وفاخر
ّ دخنتنا دقائق وثـــــــــــــوان ممعنات في غیھا لا تحاذر
فدخان الى السماء تعالى ورماد في أرضھا متناثر
ھا نحن الان نتعایش مع مفھوم جدید للتدخین حیث تقوم الأجھزة الجدیدة على إیصال كمیة النیكوتین المطلوبة من السیجارة الى جوف المدخن بلا نار ولا دخان ولا
احتراق أوراق وفلاتر ونكھات …. فلا تضایق الاخرین كثیرا برائحتك ولا تجبرھم على استنشاق مخلفاتك ولا تحرق اصابعك ولا قمصانك، ولا تھرب الحبیبة من
.رائحة فمك
:أین نذھبب بالقصائد الدخانیة التي اقترفھا نزار قباني وأنشدھا المغنون حتى صارت جزءا من تراثنا ونسیجنا الروحي ولا سیما تلك التي مطلعھا
واصل تدخینك یغریني
رجل في لحظة تدخین
ھي نقطة ضعفي كامرأة
فاستثمر ضعفي وجنوني
أشعل واحدة من اخرى
اشعلھا من جمر عیوني
.أین نذھب بصور الشعراء والمفكرین العرب الذین لا یحلو لھم التصویر الا وھم یمصعون السجائر مثل ممثلي الاغراء في ھولیود
ما ھذا العصر الذي نعیش؟
!سجائر بدون دخان
!لحم بدون كولیسترول
!خمر بدون كحول
!كتب بدون مضمون
!سیارات بدون سائق
.انھ عصر البدون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى