ما وراء الحفاوة الاسرائيلية بالقيادة السعودية الجديدة

ما وراء الحفاوة الاسرائيلية بالقيادة السعودية الجديدة

عمر عياصرة

اهتمام «حفاوة» اسرائيل بتعيين الامير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية، ليست بريئة، فالمتابع يلحظ ان تل ابيب تنسج من وراء هذه المغازلة نظرية متكاملة لحسم الصراع مع الفلسطينيين بالضربة القاضية، وبدأت بعض مراكز الفكر المؤيدة «إسرائيل» في واشنطن الحديث عن تلك النظرية، مستعينة بمداخل فكرية وسياسية متنوعة.
الدكتور مروان المعشر، وزير خارجيتنا الاسبق، وصف تلك النظرية بمقالته في صحيفة الغد واختصرها بعناوين واضحة تقول: اسرائيل تريد علاقات مختلفة مع الخليج تؤكدها المخاوف المشتركة من ايران، وتدعمها «ترغيبا وترهيبا» ادارة ترامب، وتسفر عن التنازل عن القدس الشرقية والقبول بما هو اقل من المبادرة العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002 في قمة بيروت.
لاحظ اللؤم الصهيوني، فهم يرقصون على مخاوف دول الخليج، ويستنيرون بترامب الذي استغل فزاعة ايران في المنطقة ليحصل على صفقات سلاح وبنية تحتية من الرياض تصل في قيمتها الى نصف تيرليون دولار.

إذًا، هم يشعرون ان السعودية ستذهب الى التعاون معهم الى ابعد مدى، وان هذا التعاون ستكون من كلفه الاضطرارية على الرياض تقديم التنازلات في الملف الفلسطيني.
تبقى هذه نظرية اسرائيلية يروجون لها ويحتفون بها، لكننا في المقابل نشكك بطاقة اي حاكم سعودي مهما كان مختلفا على تقديم تلك التنازلات، فالمساس بالقدس، او حتى النزول بشروط المبادرة العربية له كلفته على من يقترب من تلك المحرمات، والكلفة هنا قاسية ويصعب التنبؤ بمآلاتها.
على الرياض قراءة الوقائع بدقة، وعليها التنبه للمصائد الاسرائيلية، فكل اقتراب من تل ابيب يجعل الجماهير العربية اكثر قناعة بموقف طهران، وتلك معادلة حساسة لها ما بعدها للاسف.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى