أطفال يطفئون حر أجسادهم بالمسطحات المائية الخطرة

سواليف – مع ارتفاع درجات الحرارة يعمد عدد كبير من أطفال مناطق الأغوار الوسطى إلى اطفاء حرارة اجسامهم بمياه قناة الملك عبدالله، غير آبهين بالمخاطر التي قد تشكلها السباحة فيها.
القناة التي انشأت قبل عشرات السنين، ما زالت تحصد أرواح الكثيرين ممن يجدون فيها مكانا للهو والاستمتاع وخصوصا الأطفال، في حين لا تجدي الاجراءات التي تتخذها سلطة وادي الاردن بتسييج القناة من الحد من دخول الأطفال اليها.
اطفال  اشاروا الى انهم يأتون للسباحة في القناة لتبريد حرارة اجسامهم على حد تعبيرهم، وعند تحذيرهم من مخاطر ذلك ابدوا ثقة كبيرة في تمكنهم من السباحة وعدم خوفهم من الغرق.
ويؤكد مواطنون أن الحكومة ممثلة بالبلديات ومؤسسات المجتمع المدني ادركت الخطر منذ سنوات، وحاولت ايجاد بدائل لصرف انظار الاطفال عن القناة التي تخترق وادي الاردن من الشمال الى الجنوب وتخترق عدة تجمعات سكانية، مبينين أنه ورغم ايجاد اماكن للهو وملاعب، الا انها مع  ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف الطويل لم تثن هؤلاء الاطفال عن النزول الى مياه القناة والسباحة فيها.
وبحسب إحصائيات الدفاع المدني فإن لواءي دير علا والشونة الجنوبية ومنطقة البحر الميت شهدت منذ العام 2003 ولغاية 2015 حوالي 255 حادث غرق، نتج عنها حوالي 98 حالة وفاة و195 إصابة.
ويلفت أبو محمد العدوان إلى أنه ومع بدء العطلة الدراسية يجتمع الاطفال للذهاب للقناة للسباحة فيها، مشيرا الى انه ورغم تكرار حوادث الغرق، الا ان ذلك لم يثن الاطفال عن  المجازفة بممارسة السباحة لما يجدون فيها من متعة ودفع للحر خلال فصل الصيف.
ويرى أبو محمد أنه ورغم ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتق الاهل، الا أنهم لا يستطيعون منع أبنائهم من اللعب؛ فهم في الغالب يرضخون لرغبة الابناء  في ممارسة هواياتهم خاصة ايام العطلة المدرسية التي تشكل عبئا على الاطفال وأسرهم، موضحا ان غالبية البلديات عملت على انشاء ملاعب وحدائق لتمكين الاطفال والعائلات من التنفيس عن حالهم، الا ان ارتفاع درجات الحرارة قلل من مرتاديها بشكل كبير خلال ساعات النهار.
ويؤكد ابوعبادة الجعارات أن زيادة الوعي بين الاهالي والاطفال على وجه الخصوص هو الحل الامثل لمنع الاطفال من الاقتراب من المسطحات المائية التي غالبا ما تشكل خطرا على ارواح مرتاديها، مبينا ان منع السباحة في القناة سواء بوضع إشارات تحذيرية او وضع اسلاك شائكة على جانبيها لم يعد حلا مجديا على أرض الواقع.
وتتجه مطالبات الأهالي صوب ايجاد اماكن مناسبة للسباحة تتوفر فيها شروط الصحة والسلامة العامة كإنشاء مسابح عامة، لافتين الى ان طبيعة مياه القناة غير صحية وقد تسبب أمراضا خطيرة عدا عن خطورة تسببها بالغرق.
وكانت البلديات قد عمدت على إنشاء عدد من الملاعب والحدائق الترفيهية للأطفال للحد من حالات الغرق التي حصدت ارواح العشرات، الى انه ورغم ذلك فإن الجهود المبذولة لم تحد من عدد الحوادث التي تحدث سنويا.
من جانبه، يؤكد مصدر في سلطة وادي الأردن أنها تبذل جهودا كبيرة في الحد من مخاطر الغرق في القناة، لافتا الى أن السلطة تقوم باستمرار بصيانة السياج، الذي يحد القناة، اضافة الى وضع الاشارات التحذيرية بالقرب منها.
ويؤكد ان تكلفة حماية القناة يصل إلى ربع مليون دينار سنويا تتحملها موازنة السلطة، مضيفا ان الاعتداءات المتكررة من قبل بعض المواطنين على سياج القناة يشكّل عبئا على السلطة، وخطراً حقيقياً على الأطفال من أبناء المنطقة.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى