بيان رقم واحد / علي الشريف

بيان رقم واحد

يبدو ان ادارات بعض الاندية الاردنية قد فقدت البوصله نهائيا فاصبحت (تلاخم) بل انها باتت تعود لايام البيانات العسكرية التي كانت تغير الاحداث حين كانت تتحدث عن النصر بينما كانت الهزيمة تحيق بنا في كل مكان.
في بلادي اصبحت لغة البيانات هي المسيطرة فان فاز الفيصلي على الوحدات اصدر الوحدات بيانا يحمل فيه عشب الملعب السبب وان فاز الوحدات على الفيصلي اصدر الفيصلي بيانا يحمل فيه اشعة الشمس السبب
والغريب في الامر ان فاز الوحدات على الحسين نطل علينا ادارة الفيصلي ببيان حول حكم المباراة وان فاز الفيصلي على المنشية تطل علينا ادارة الوحدات ببيان حول الاتحاد.
والمضحك ان كلا الادارتين اذا ما اجتمعتا معا يصدر بيان مشتركا منهما يشيد بالاتحاد واشعة الشمس والعشب و يحث على الروح الوطنية والوحدة الوطنية والتحلي بالاخلاق وتحمل النتائج فكلنا فداء الوطن وكان هذا الوطن صغير بعيونهم حتى اصبح بحجم لعبة كرة قدم.
للامانه ما يحدث هو سيرك اداري بحت تمارسه الادارات باتقان حيث تغير الاتجاه من فشلها الى نصر كبير مدوي فهي لا يمكن ان ياتيها الباطل لا من شمالها ولا عن يمينها تماما كما كان يحدث في حرب 67 حين كانت تاتينا البيانات بان الجيوش العربية على بوابات القدس بينما كانت سيناء والضفة والجولان والجنوب اللبناني في قبضة اسرائيل وهكذا اداراتنا تصدر بيانات النصر وهي تترنح من وجع خسائررياضية ومالية وادارية لا ينتهي.
انا لا اعرف للان لماذا تزج الوطنية في الامور الرياضية بين فريقين اردنيين ومن الذي اوهم الفيصلي انه بحجم وطن واوهم الوحدات بانه يمثل قضية واوهم غيرها بانها اندية للجميع بينما ابوابها مغلقة بوجه الجميع وكل ما نراه يخالف الواقع والحقيقة ولسنا نعلم من زرع في عقول اجيالنا قصص مخزية وحكايات اكثر خزي.
ان امتدحناكم اصبحنا اقلام طاهرة عفيفة نقية تتكلم بالصدق وبالحق بالمبين وان انتقدناكم صرنا اقلاما ماجورة مامورة اصفر حبرها تغير الوقائع وتنثر الاكاذيب وتخالف معطيات التاريخ والحساب والجغرافيا والمصيبة انكم توزعون صكوك الوطنية علينا حسب رغباتكم.
ولا اعرف للان لماذا كل ادارات انديتنا الحكيمة الطاغية بالحكمة والورع تغمض عيونها كي لا تقرا (البيان رقم واحد )وتصم اذانها كي لا تسمع ما فيه وكان الامر لا يعنيها ولذا سالقي على مسامع الجميع البيان رقم واحد فلنسمع.
بيان رقم واحد
بعد التحية والاحترام والتقدير وبعد العرفان والاعتراف بصنائع اموركم وعظيمها وبعد ان من الله على هذه الامة بادارات مثلكم ورؤساء تابدوا على الكراسي ورؤساء جلسوا عليها بالصدفه ورؤساء مقادون لا يعرفون الطمسة من اللمسة ولا الاربعة من الخمسة وبعد ان قدتم رياضتنا الى قسمة ما بين الوطنية والقضية وجعلتموها مباحة لكل شيء .
وبعد ان راينا بفضل خبراتكم وحنكتكم وتوجيهاتكم التي لا تعترف بالخطا صناديق اندية منهارة ومديونيات بلغت الخطوط الحمراء بل تجاوزتها ومقرات لا يدخلها الا انتم والمسبحون بحمدكم وهيئات عامة مكبلة مقيدة مفصلة بالمقاس عليكم.
وبعد ان اخرجتم من قلب هذه الاندية كل راي وكل فكر وصاحب فكر وحاربتم كل داعم وكل حالم وقتلتم حتى احلام الواعدين في انديتكم وتركتم اصحاب الايادي التي تسحج لكم والافواه التي تشتم الناس لاجلكم .
وبعد ان لمسنا فيكم حرصكم الكبير على التمسك بكراسي اداراتكم واصبحت الانتخابات عندكم اما بالتزكية او بالتفرقة واصبح شعاركم الواحد الاوحد يقول اما ان تكونوا معنا او معنا فلا خيار غير ذلك.
بعد كل هذا اسمحوا لنا ان نقول لكم بانكم فاشلون حد العظم متورطين في فرقتنا حد النخاع الشوكي كل ما ترونه لا يصل لابعد من انوفكم وكل تفكيركم لم يعد يتعدى تصريح يثير البغضاء بين الجميع او بيان صيغت مفرداته بجهل اكثر ادقاعا.
ايها السادة
نحن كجماهير من كل مكان تقاسمنا كل شيء في هذا الوطن تقاسمنا العشق سويا وتقاسمنا الدم سويا تقاسمنا الفقر وتقاسمنا الموت حتى اننا تقاسمنا البيت وتقاسمنا الماء والخبز والهواء .
ونحن امة ولدت لتبقى وتنهض وتكبر من اقصى اقصاها شمالا الى اقصى اقصاها جنوبا ومن الفها الى الياء ومن قمة الحب الى قمة الحب ومن بوابة الوريد حتى بوابة الوريد.
ايها السادة
نحيطكم علما باننا قرفناكم وقرفنا الاعيبكم و نقول لكم ان الوطن ليس لعبة كرة قدم والوطنية ليست بيان واسترضاء وذر الرماد بالعيون واننا كجماهير لم نعد نرغب بان نبقى( كشقفة جلده) تنفخونها وقت ما شئتم تركلونها وقت ماشئتم وتوقفونها وقت ماشئتم ووقت ما كان الامر يخصكم.
اتركوا مشاعرنا لنا واتركوا اخوتنا بيننا لا تدفعوا الدم كي يهرب من نبضه فالاردن وطن اكبر من كل الحكايات والبيانات والقدس قضية القضايا وليست بيان على ورق وهي هم الجميع وامنية الكل.
اسمعوا منا بصوت مرتفع حد القهر مخنوق حد الدمع كلنا بصوت واحد نقول لكم لا الفيصلي وطن ولا الوحدات قضية ولسنا جنودا ترسلوها للفوضى والفرقة وقتما اردتم ووقتما شعرتم بانكم متهمون” فارحلوا ”
ارحلوا بكل اوهامكم واحلامكم وخذوا معكم كل اوراقكم وحبركم وكلماتكم المتراقصة على تعب هذا الوطن خذوا بياناتكم وحروفكم الركيكه وخذوا العقول التي تيبست مثل كراسيكم وخذوا احلامكم وكل البطولات الوهمية فلم يعد في القلب متسع لكم فلا تقددوه قد شوهتم الرياضة .(بالمختصر حلوا عن سمانا)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى