يا عمران …صالح عربيات

يا عمران ، (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)، ياعمران ، ما لقلب إلا وتوجع ، وما لعين إلا وأدمعت ، وهي تراك سيدا بين ركامهم .. ياعمران ، من بعمرك يذرف الدمعة على حبة حلوى ، وأنت من حبس الدمعة وما نزل على رأسك برميل من طائرة ، ياعمران ، دعهم يتحالفون ويفتحون الارض والهواء ويتشدقون بنصر ليس لهم ، وأنت بصبرك فتحت لشعبك بابا من أبواب النصر ، ياعمران ، قبل أن تكبر وتتعلم في درس الدين عن أجر ( الكاظمين الغيظ ) ، دعني أقول لك : وأنت من كظم غيظ الطائرات والبراميل والركام بانها صفات أهل الجنة ، ياعمران ، يا صغير السن ، والكبير في صبره وموقفه ، تآمروا على وطنك ، ووطن فيه أنت لا يمكن ان يسقط بيد متآمر ، أو متحالف ، أو ساخط ظالم ، ياعمران ، من سكوتك ، تركت بيننا درسا وحكمة ، بان الذين يولودون تحت الركام .. هم من سيقسمون بالله العظيم ألا يضيع وطن نهضنا لندافع ونبنيه من تحت الركام ، ياعمران ، لن نصدق نصرا أو تقدما أو سيطرة جاء ببيان للعسكر ، بل لن نصدق إلا عيونك فيكفي ان لم ترهبها وتفزعها وتخيفها كل أساطيل العسكر ، ياعمران ، كدنا نفقد الثقة ونضيع الامل ، فشكرا لغبار وجنتك الذي بعث الامل من جديد ان الصبر موجود ، وان الصمود موجود ، وأن المستقبل موجود.

ياعمران ، لم تنطق بحرف ، ولكن كانت نظراتك بألف معنى .. لم ترتعب فجعلت نصرة الوطن أولى واجباتنا ، ولم تدمع فجعلت العهد الجديد قسما جديدا بألايحكم ذرة من تراب وطنك طاغية ، لم تبكِ فكان ردك عليهم قاسيا بأن الارض التي ولد عليها عمران لن يحكمها إلا من يختاره عمران.

ياعمران ، يريدون ان يشتروا كرامتنا ، يريدون أن يسلبوا ارادتنا ، يريدون ان يتالحفوا حتى لو باعوا أوطاننا، ولكن .. جاء عمران طفلا بريئا لايملك جيشا ، ولا يملك تحالفا ، ولا حول له ولا قوة ليقول لهم : خسئتم . لأنه يملك ما لا تملكونه وهو (الكرامة).

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى