اجتماعٌ وطنيٌّ مهمّ ورسائله بليغة
الاجتماع الذي عُقِدَ مساء أمس في خيمة التضامن مع المناضل الوطنيّ الحرّ نعيم أبو ردنيّة في أراضي بني حسن الكرام، اجتماع مهمّ؛ فقد ضمّ فاعلين وطنيين (رجالاً ونساءً، شبّاناً وكباراً في السنّ) مِنْ مختلف مكوِّنات الشعب الأردنيّ الأبيّ ومِنْ مختلف المناطق.
استقبلنا أهلُنا بنو حسن الكرام وهم (شيوخاً وحِراكيّين) يجلِّلون رؤوسهم بالحطَّات السوداء، في رسالة لها مغزاها القويّ والعميق.
وفي الاجتماع، أكَّد المتحدِّثون على مطالب الشعب الأردنيّ المشروعة، في الحرّيّة والديمقراطيّة والتحرّر الوطنيّ والعدالة الاجتماعيّة. كما أجمع الحضور على الرفض التامّ لاستمرار الشكل الأوتوقراطيّ للحكم (الحكم الفرديّ المطلق)؛ حيث يمسك الملك بكلّ مفاصل السلطة والقرار. وهذا مع أنَّ الدستور يعرِّف النظام الملكيّ في البلاد بأنَّه نيابيّ، وينصّ على أنَّ «الأمّة مصدر السلطات».
وإضافة إلى هذا، فإنَّه، بدلاً من اقتران المساءلة بالمسؤوليّة، يُسجَن المواطنون الأردنيّون الأن لتوجيههم النقد إلى لكبار الفاسدين والمستبدّين.
الأردنيّون أكَّدوا أمس أنَّهم يريدون أنْ يسترّدوا وطنهم، ويحكموا أنفسهم بأنفسهم، ويقرِّروا مصيرهم مثل كلّ الشعوب الحرّة، ولن يقبلوا باستمرار العيش كغرباء مذلّين مهانين في بلدهم؛ لن يقبلوا بالاستمرار في التفرّج على بلادهم وهي تُنهَب وتباع بالجملة والمفرَّق؛ لن يقبلوا باستمرار الانتهاكات الفظّة لحرّيّاتهم ومصادرة حقوقهم كبشر وكمواطنين.
باختصار، لقد أكَّدوا أنَّهم يريدون تحوّلاً ديمقراطيّاً جذريّاً وعميقاً، وأنَّ شكل الحكم المتخلِّف الموجود حاليّاً لا يليق بهم وغير مقبول منهم، وأنَّ العصا الغليظة المشهرة عليهم لن ترعبهم ولن تردعهم، وأنَّهم سيواصلون التمسّك بمطالبهم العادلة والجهر بها إلى أنْ يفوزوا بها كاملةً غير منقوصة.
ومن الرسائل المهمّة التي أوصلها الاجتماع أنَّ الأردنيين يرفضون رفضاً قاطعاً الخضوع للعصا الغليظة التي أشهرت عليهم لاخراسهم . ولقد قالوا، أمس، كلّ الكلام الذي سُجِنَ ويُسجَن عليه الوطنيّون الأحرار بموجب قوانين تكميم الأفواه التي يحتمي بها كبار الفاسدين والمستبدّين.
وتقرَّر أنْ يُعقَدَ قريباً اجتماعٌ وطنيٌّ آخر واسعٌ، وفي أرض بني حسن أيضاً، لمتابعة العمل مِنْ أجل الأهداف الوطنيّة نفسها.
كما كُلِّفت لجنة مِنْ ثلاثة أعضاء لصياغة بيانٍ باسم المجتمعين، وسيصدر هذا البيان خلال الساعات القليلة القادمة.
