موت تيس!! / يوسف غيشان

موت تيس!!
وصلت الرسالة من ولده الذي كان يدرس في الخارج ، مضمونها كما هو دائما :(درهمونا وإلا فقدتمونا).
ظلّ ساهرا يفكّر في كيفيّة تدبير المصاري للولد ، فالموسم هامل ، ولم يبق لديه قمح ولا شعير ولا تبن ليبيعه ، ببساطه لا يكاد يكفي أود أسرته الكبيرة في الكرك ، فكيف يدبّر نقودا يحوّلها إلى دولارات ويرسلها للولد .
لكنّه كان بعدها يقول في نفسه أنّ الولد وتعليمه أهمّ من كل شيء حتى لا يطلع (طنجيرا) مثل والده ، ويظل تحت رحمة المطر والصقيع والحرارة والسوق .
– صح … ما فيه غير هيك ؟؟
قالها بصوت عال :
– بكرة بوخذ الجدي اللّي اشتريتة مشان عيد الضحية وببيعه وبودّي حقه للولد !!
ونام مرتاحا !!
فجراً .. نهض نشيطا وفتح باب (القطع) ، حيث الجدي !!
– غريب بعده نايم !!
قالها حينما وجد الجدي مرميّا على الأرض .
اقترب منه رويدا رويدا ، لكزه بالخيزرانة ، لكن الجدي لم يتحرك .. ظل أكثر من دقيقه ساكتا بلا حركة حتى أدرك الرجل المأزق …. فالجدي نافق تماما وميّت بالمرّة.
فجأة حمل الخيزرانة وصار يهوي بها على جثة الجدي النافق وهو يصرخ :
– ولك ليش تموت جلطة ومن إيش ؟؟
– عليك كمبيالات؟؟؟
– عندك أولاد بدرسوا برّا ؟؟
– عندك اقصاد مدارس ودفاتر وأقلام ؟؟؟
– بدك كاز للصوبة؟؟
– رفعوا عليك سعر الكهرباء والميّه والمواصلات؟؟
– رفعوا سعر المشتقات النفطيّة ؟؟
– التجار بدهم ديناتهم بطّلوا يعطوك ع البيدر؟؟
– ليش تموت يا تيس يا ابن التيس … ليش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى