قناة البحرين لإنقاذ البحر الميت و تفعيل الاقتصاد

قناة البحرين لإنقاذ البحر الميت و تفعيل الاقتصاد
د. عبد الفتاح طوقان

الوضع الراهن للأردن وبعد الضغوطات التي مورست ولا زالت تمارس عليه، وبعد “اتفاق ابراهم “يحتم اتخاذ قرارات جريئة والتي منها الدفع السياسي عبر كافة المنافذ الدبلوماسية والأمم المتحدة بمشروع قناة البحرين التي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت مهما كانت التكلفة، ومهما كانت المعارضة من دول لها مصالح بعدم انشاء القناة.

اثيويبا و سد النهضة

اليكم مثلا للإرادة السياسية لدولة اثيوبيا حيث المعارضة لسد النهضة في اثيوبيا أكبر من المعارضة لمشروع قناة البحرين، ومع ذلك قامت اثيوبيا وأنشئت السد رغم كل الروايات السياسية و الإجراءات المانعة له علي كافة الصعد السياسية، قامت اثيوبيا و أنشئت السد الذي يهدد مصر، و بتمويل خليجي صيني امريكي ياباني.

مقالات ذات صلة

الأردن له موقع اهم وأكبر وأكثر تأثيرا لدي القوى الدولية خصوصا ان إسرائيل والسلطة لهم مصلحة في ذلك، والاردن خسر مليارات بسبب عدم تنفيذ هذا المشروع ويستمر جفاف البحر الميت ويسود التصحر الوادي.

الأردن دولة لها حق الحياة والازدهار ويجب الا تبقى رهينة سياسات دول أخرى، وقيام مثل هذا المشروع سيفتح مجالات عمل كبيرة تستوعب ما لا يقل عن ٣٠ ألف وظيفة جديدة، وشركات هندسية ومقاولات، ومشاريع سياحية واستثمارية لتطوير الاراض حول القناة وإقامة الأبراج والفلل السكنية وملاعب الجولف والمدارس والخدمات مما يحقق نقله نوعية في النسيج السكاني في المنطقة الجديدة ويخفف الضغط على العاصمة التي أصبحت مكدسة بالبشر.

.”قناة البحرين”، مشروع أردني فلسطيني إسرائيلي، يجري بموجبه بناء قناة مياه تربط البحر الأحمر بالبحر الميت

تفاصيل المشروع

وهنا نتحدث عن مجرى مائي بطول ١٢ الي ١٥ كيلومتر من أصل ١٨٠ كيلومتر، يتبعه محطات ضخ ورفع للاستفادة من فروق الارتفاعات لإنتاج الطاقة الكهربائية، و لا نتحدث عن ٤ انابيب مدفونه تحت الأرض.

ربط البحر الأحمر بالبحر الميت مشروع قديم، اعيد طرحه بعد معاهده وادي عربه ١٩٩٤، وعرض في مؤتمر قمة الأرض للبيئة والتنمية في جوهانسبرج بجنوب افريقيا عام ٢٠٠٢ حيث تم التركيز علي توفير ٨٥٠ مليون متر مكعب في العام من المياه الصالحة للشرب، و ٦٠٠ ميجاواط من الطاقة الكهربائية، و يعيد منسوب البحر الميت لطبيعته و الذي تنخفض مياهه مترا كل عام مهددا المنطقة بالجفاف وهي مصيبة بيئية ان حدثت اكثر تأثيرا مما قد يحدث من تغييرات في تركيبة البحر .

“بصب كميات كبيرة من مياه البحر الأحمر للبحر الميت

على الأردن ان يطلب المساعدة والتمويل من الدول المانحة والمانيا وسنغافورة وفرنسا واليابان والصين والولايات المتحدة وغيرهم لان الأردن لو انتظر المزيد فالكلف ستزداد، البحر الميت سيجف والأردن مهدد.

يجب ان ينظر الي المشروع ليس فقط استراتيجيا ولكن لوضع الشعب والمجتمعات والحياة المستقبلية في المنطقة، وان تكون هناك خطة مكتملة لإيجاد حل هندسي بيئي علي اعلي مستويات الجودة لنسير الي الامام حيث لم يعد بالإمكان الانتظار أكثر من ذلك.

الأردنيون بحاجة الي إجابات لماذا لم يتم السير في المشروع، وماذا قامت به الحكومات المتعاقبة لإنجازه ولماذا حملت الحكومة ” الموضوع سياسي” دون أي توضيحات واكتفت بأغلاق الملف؟.

ماذا لو طرحت الحكومة عطاء “تمويل وانشاء قناة البحرين “، الن تجد شركات اسبانية وفرنسية وكورية وغيرها؟

مطلوب اجابات محددة

انتظر إجابة عن لماذا يرضخ الأردن ولمن؟ ولماذا لا يتحرك ولا انتظر تبريرا وكلام مرصوص من وزارة الخارجية عن دورها الدبلوماسي في تسويق المشروع ، حيث علي الأردن ان يسير دوما للأمام.

من سمح للأردن بقروض ٤ مليارات طارت في الهواء دون مشاريع إنتاجية خلال عامين ، ومن منح الاردن قروضا فاقت ٢٠ مليارا خلال سنوات قادر ان يمنح الأردن بضمانات المشروع وضمان الأردن مليارات للمشروع الحيوي.

وجود حكومة كفاءات و خبرات متنوعة مهتمة بمستقبل الأردن السياسي والاقتصادي ، تعمل بشفافية وصدق ضمن معايير الضمير الوطني ولديها رؤية هو .ما يحتاجه الاردن

aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى