كل عام والخازوق اكبر / علي الشريف

كل عام والخازوق اكبر

ابتدا العام الجديد هذا العام الذي انتظرناه لعل الله يبدل حالنا للاحسن وسط امنيات بالفرج القريب ..ووسط ادعية بان يجنبنا الله كل مكروه.
بصراحة عام 2018 سيكون الاشد قسوة والاكثر فقرا فعلى خلاف كل حكومات الدنيا قامت حكومتنا الرشيدة بمعايدة الشعب برفع اسعار المحروقات والخبز وعشرات السلع وسط تسحيج نيابي منقطع النظير.
لاشك ان العام الجديد سيكون قاسيا فنحن اعتدنا قساوة العيش ولكن الاشد قساوة سيكون على قلوبنا هو بقاء مجلس النواب الذي لم نعد نعلم هل انتخبناه ليمثلنا كشعب ام انتخبناه ليمثل الحكومة
وهل انتخبناه ليدافع عن لقمة عيشنا ام انتخبناه لصادر لقمة العيش هذه التي اصبحت مغمسة بالقهر وعدم الامل … وفقدان الثقة بكل شيء اسمه مجلس الاستعراض او النواب.
مائة وخمسة نواب اقاموا الدنيا واقعدوها على رفع الاسعار وامطرونا بالعرائض والتهديد والوعيد برفض الموازنه في حالة تم الرفع ..وكنت قد راهنت علنا انني ساحلق شعري وانتف حواجبي والبس فستان وكعب عالي ان رفض النواب الموازنه…
مائة وخمس نواب هددوا برفض الموازنه ان رفعت الاسعار..لكن الاسعار رفعت والميزانية اقرت والنواب احتفلوا براس السنة كيفما يريدون ..وتركوا للشعب ان يحتفل براس العبد بدل راس السنة.
كل عام ونوابنا الاكارم بخير وكل عام وخازوقنا اكبر ويكبر ما دام في خواصرنا مجلس لا يدري ولا يدري انه لا يدري … مجلس ان قال لم يفعل ..ولن يفعل ..مجلس هو نتاجنا بكل اسف.
اريد ان اعرف شيئا ..هل تختلف الانسانية في المجلس عن الانسانية قبل الانتخابات هل يختلف تطبيق الشعارات الرنانة على اليافطات عن تطبيقه في المجلس ربما هناك اختلاف في الرؤيا ففي الانتخابات الرؤيا تتجه للشعب وما بعد تتجه الى البصم..
كل عام وخازوقنا اكبر فنحن نستحق مثل هذه الخوازيق . نحن الذين انتخبناه على اساس الفبيلة والعشيرة والامناطقيه والصداقة … ولم ننتخب على اساس حاجتنا الى شخص يتكلم عنا ويدافع عن لقمة عيشنا….
كل عام والخازوق اكبر .. فنحن الذي لهثنا لننتخب المقاولين والتجار ..واقمنا حلقات الدبكة ولوحنا بالشمغه ..وهتفنا بعد الانتخابات خاوة…خاوة… وعندما انتهينا وجدنا اننا لبسنا خازوقا ليس له ولا اخر…
اكبر مصائب هذا الشعب ليست بالاسعار ولا بالغلاء انما هي بوجود مجلس نواب للان لم يتخذ قرارا واحدا لمصلحة الشعب ولللان لم يرفض قرارا واحدا يمس الشعب..
اكتب وانا كالمخنوق ولربما مكسور الجناح حالي مثل حال اغلب الشعب ولكني اقول في سري وسريرتي هذا ما جنته يداي والفزعة وعلي ان اسكت وانا صاغرا ..
مصيبة مجلسنا ونحن المصيبة الاكبر .. لا نتعلم ولا نريد ان نتعلم ..نبقى نمارس الفزعة ونعيد انتاج من نسب ونشتم ونتهم و يبقى شعارنا الذي دائما لا يتغير … ابشر بالفزعة يا ابن العم… والفزعة وابن العم جابوا اجلنا وكل عام والخازوق اكبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى