مرحلة ما بين الحيرة و اليأس….؟! / د محمد جميعان

مرحلة ما بين الحيرة و اليأس….؟!

كلما حل الظلام الدامس يبحث القوم عن ضوء يكشف لهم الطريق حتى لا يجدوا انفسهم في اليم او القبر .
وجرى الاعلام في مرحلة الظلام الدامس هذه ان ينشغل في طبيعة المرحلة ، ويتحدث عن النفق والضوء الذي يشاهدونه في نهايته ، لعل في ذلك بعث لروح الامل ، خروجا من حالة الاحباط والياس التي يرونها ويعيشونها .
وتسطر اقلام اصحاب المهمات كتابات تكاد تكون متشابهة ؛ يبحثون فيها عن عنوان المرحلة ، لعلهم يجدون تشخيصا لها ، يمكن على ضوئه ايجاد الدواء المعجزة ، او هي كتابات رفع العتب او بدل مهمة مقبوضة الاجر غير مقنعة لمن يسطرها اصلا.
ما يجري في المنطقة من تدخلات وتداخلات ومفاجآت وتعقيدات ، كلما حاولوا تفكيكها ازدادت تعقيدا ، وكلما حاولوا حلها ازدادت خطورة ودما وغموضا.
دول بكل طاقتها واخرى بما تقدر عليه ، وكلا يتحدث ، حتى باتت المصداقية مفقودة ضائعة لا اهل لها ولا رجال ولا انظمة .
الدماء تسيل ولا تحظى باكثر من خبر ، والدمار مستمر فتكا وتدمير ، ولا احد يسمع سوى تصريحات لا ترقى الى قرارات اممية ذات تأثير او قدرة على ايقاف ما يجري .
لا اعتقد ان هناك مفاجآت سحرية تحول المشهد ، او تجد حلا ، او بعث الامل سيما من اؤلئك الذين يشعلون النار املا في حصد مكتسبات لاحقة ، قد تكون اوهاما من توالي خططهم وأفكارهم واستعمارهم المتجدد باشكال ومناهج تحاكي تقدم العصر وتكنلوجيته وخداعه ودمائه ودماره.
نعيش هذه الايام اكثر من ظلام دامس ، او حالة متراكبة متراكمة من طبقات العتمة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية … لا يمكن معه ان تضيئة شمعة او حتى كاشفات فوسفورية في نهاية النفق ولا حتى في اوله او على امتداده ، لان هذا الظلام اخفي في النفوس وفي اعماق الطامحون الطامعون الذين اكلوا الاخضر واليابس ، وابقوها رمادا تذره الرياح ، او سرابا يخيل للبسطاء او السذج ماءا واذ به اوهام لا اكثر ..
ما يجري يصعب معه الكشف الا من باب رفع العتب ، او مجاراة لمن يعيشون على الامل الكاذب .
ليس هناك نفق ولا ضوء في نهايته ، هناك اوهام تكتب على الورق ويحرقها الواقع..
اما الضوء الذي ورد في اول فقرة من المقال ، والذي يبحث عنه القوم ، فقد ورد في كتاب الله تعالى؛
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجرِمِينَ} [يوسف:110]
وهنا قواعد ثلاث ؛
1- الرسل او المصلحون
2- بذلهم الجهد في الإصلاح حد اليأس
3- ان يكذبهم او يشكك بهم القوم او بعضهم
د . محمد جميعان
drmjumian7@gmail.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى