بعد امتلاكه ترسانة بلاده العسكرية.. أين سيقذف ترامب “كرة القدم” النووية؟

منح فوز دونالد ترامب بمقعد وسلطات رئيس الولايات المتحدة العديد من المزايا، أهمها وأخطرها السيطرة على ترسانة الولايات المتحدة النووية، التي تضم 1400 رأس نووي نشط، وهي رؤوس نووية مركبة في صواريخ باليستية أو موضوعة داخل قنابل في القواعد الجوية الأمريكية.

وذكر تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن معارضي ومنتقدي ترامب يجدون أنفسهم في حالة رعب لأن مجرد فكرة أن سياسياً لا يمكن التنبؤ بأفعاله مثل الرئيس الجديد وبإمكانه بإشارة بسيطة أن يطلق دفقات من الصواريخ النووية، يدفع لمستويات غير مسبوقة من الذعر في واشنطن بل والعالم أجمع لأن من سيستقبل صواريخ ترامب النووية لن يقف مكتوف الأيدي بل سيرد بكل تأكيد بالمثل.

وحذرّت رسالة موقعة من 10 مسؤولين سابقين متخصصين في “الإطلاق النووي”، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، من أن ترامب غير مناسب لمنصب القائد العام للجيش، وقالوا في الرسالة “الضغوط التي تفرضها الأنظمة على شخص واحد مذهلة وتتطلب رباطة جأش هائلة، وإصدار أحكام، وضبط للنفس ومهارات دبلوماسية، ولا يملك دونالد ترامب هذه الصفات القيادية، وعلى النقيض أظهر ترامب مراراً وتكراراً أنه يسهل إغضابه ويتخذ موقفاً هجوميا بسرعة، ويرفض مشورة الخبراء وغير مطلع على أبسط الشؤون العسكرية والدولية، بما في ذلك تحديداً الأسلحة النووية”.

وزعم أحد صحفيي قناة ” MSNBC” في آب/ أغسطس أنه خلال مؤتمر صحفي حول الأمن النووي، استمر لمدة ساعة، تساءل ترامب 3 مرات: ” لمَ لا يمكننا استخدام الأسلحة النووية؟”، وهو ما يعكس الشخصية المتهورة التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي الجديد، بحسب الصحفي.

وكتبت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً، العام الماضي، يذكر تفاصيل طلب إطلاق النووي، حيث يتبع مساعد عسكري الرئيس في كافة الأوقات ومعه حقيبة من الألومنيوم – معروفة مجازاً باسم “كرة القدم” – تحتوي ما يعتبر دليلاً على “كيفية بدء حرب نووية”.

ومنذ أن انتصر ترامب في الانتخابات الرئاسية، قام بعدد من التصريحات المقلقة بما في ذلك دعوة عبر “تويتر” لتوسيع القدرات النووية للولايات المتحدة، واقترح بأنه سيرحب ببدء سباق تسلح نووي مع روسيا ودول أخرى.

وأُتبعت تصريحاته تلك بإدانات غاضبة مشوبة بصدمة مطلقة من أن ترامب على استعداد لقلب عقود من سياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول الأسلحة النووية ومنع الانتشار النووي الدولي.

وبدا أن ترامب تراجع عن تصريحاته تلك في مقابلة مع صحيفتين أوروبيتين نشرت الأسبوع الماضي، فأشار إلى أن “الأسلحة النووية يجب أن تكون خياراً أخيراً”.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى حالة سباق التسلح النووي في العالم حالياً في مخطط جمعته جمعية مراقبة الأسلحة، ويشير المخطط إلى أن الدول التي تضم أسلحة نووية تملك ما مجموعه 15ألف رأس نووي، وأكثر من 90% من تلك الرؤوس النووية مملوكة للولايات المتحدة وروسيا، وعلى الرغم من تراجع ترامب عن تصريحاته إلا أن أسباب القلق من ترامب والأسلحة النووية حقيقية.

ويعد اختيار ترامب لريك بيري في إدارة وزارة الطاقة المسؤولة عن مراقبة المخزون النووي الأمريكي قراراً ليس في محله نظراً لأن الأخير غير مجهز بنحو كبير لرئاسة السياسة النووية عند مقارنته مع سابقيه، وقضى حاكم ولاية تكساس السابق بيري جزءاً من جلسة استماع، الخميس الماضي، في الكونغرس وهو يعتذر عن دعوته لإلغاء وزارة الطاقة بأكملها في عام 2012.

من جانبه أشار مايك برين، الرئيس التنفيذي لمشروع “ترومان” للأمن القومي، التي تعد شبكة من خبراء السياسة سميت على اسم الرئيس الأمريكي الوحيد الذي استخدم قنبلة ذرية، أنه “بناءً على عدم خبرة الحاكم بيري في التعامل مع أكثر الأسلحة فتكاً في العالم – الترسانة النووية للولايات المتحدة – نعترض بأغلبية ساحقة على قرار ترشيحه لمنصب وزير الطاقة”، وأشار برين في بيان له إلى أن بيري أظهر “نقصاً مذهلاً في العمق الفكري وبعد النظر في العواقب”.

واستخدم ترامب منبر القوة الخاص به خلال الحملة الانتخابية من أجل التهديد بالقيام بإجراءات كبيرة أحادية الجانب في مناطق الحروب في العالم، إلا أنه كرئيس سيتوجب عليه أن يكون أكثر حذراً، خاصة في الملف الكوري، حيث تمثل الخصومة بين الجارتين اللدودتين كوريا الشمالية والأخرى الجنوبية اختباراً حقيقياً لرزانة ورباطة جأش الرئيس الأمريكي الجديد.

وقال خبير مراقبة الأسلحة جيفري لويس لصحيفة “واشنطن بوست” ” تخيل أننا نواجه أزمة، إن قام بالتغريد بتهور قد يفسر الناس تغريداته بأسوأ صورة ممكنة، تملك كوريا الشمالية خططاً لاستخدام أسلحة نووية في وقت مبكر جداً من أي أزمة، هم لن ينتظروا إن اعتقدوا أن الولايات المتحدة ستبدأ أزمة، فسيستخدمون أسلحة نووية ضد كوريا الجنوبية واليابان”.

وأخبر بروس بلر وهو خبير في السياسات النووية في جامعة “برينستون” الصحيفة الخميس الماضي قائلاً: “خذ مسألة هامة للغاية، يجب على ترامب حقاً أن يمتنع عن التغريد في لحظات الأزمات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى