نسوان حارتنا الخروج إلى الداخل / خلود المومني

قراءة في كتاب ( نسوان حارتنا ) للكاتب المبدع محمود الشمايله.

بقلم : خلود المومني.

عندما نقرأ عملا ما أحيانا.. بعض ما نقرأ يجعلنا نرحل معه نصف غائبين عن الوعي..تماما كشعور من تم تخديره في غرفة العمليات….ولكن طوال القراءة يحتفظ بشعور تلك الثواني التي تسبق فقدان الوعي.
هذا بالضبط ما تمنحك إياه رحلتك مع قصص نسوان حارتنا….ليست القصة فهي في كل بيت…ولكن الكلمات التي تؤلف الحدث هي جواز سفرك في رحلة تتمنى أن تكون بلا عودة.
ليست فقط العبارة وإنما الإحساس الذي تحمله العبارة…نتوقف أمام عبارات طويلا مثل( لا أدري كم أحتاج من الحنان كي اصير طفلاً. ولا أدري كم أحتاج من الصفعات لأعرفني). عبارة مثل هذه تحملك رغماً عنك إلى صفحات طواها الزمن من عمرك وتسأل نفسك السؤال نفسه……..( عبثا..أحمل مظلتي الواقية للحنين)! وكم من الحنين لكم من الأشياء في غور كل إنسان منا……( كبرنا يا أمي وأنا صرت طفلاً كبيراً أبحث عني تحت قدميك) عبارة تحتمل الأم..الوطن…الإنسان.. تحتمل ماتريد أنت..تجلعنا نرحل رغم حزنها بسعادة إلى اماكن وأزمان ضعنا فيها ولم نعد نعرفنا.
نسوان حارتنا سياحة مجانيه في أعماقنا. المكان والزمان والشخوص والكاتب الذي يفرض وجوده في كل سطر تشكل وحدة لايمكن فصل أحد أركانها تماما كقصيدة للسياب إذا أزلت منها سطرا ضاعت كل المعاني.
أنا الإنسان…أنا الوطن…المواطن….الطفل….الرجل…الأم…الأخت…..المرأة…أنا كل مايحلو لك تسميته تتجول به بين الصفحات.لم أرحل من قبل بأي قصص قصيرة بالعمق الذي رحلت به مع نسوان حارتنا لأجد نفسي بعد أن انتهيت وقد استمتعت بالرحلة وأريد أن أعيد القراءة….عفوية الكاتب وعدم تأنقه في العبارة رفع من قيمة العمل وقد تجلت أمامي قصة النحات ( بجماليون) الذي أصبح رمزا للكمال والجمال عندما نحت تمثال الفتاة ووضع روحه في العمل لتدب فيه الروح ويصبح الكمال بعينه مجسدا في عمل فنان….قلم الكاتب هي الآلهة التي بثت الروح في عمل وضع فيه روحه ليصل إلى حد الكمال.
كاتبنا المتفرد المبدع المميز رسالة أوجهها إليك….أعمالك القادمة احرص على ان تكون بنفس المستوى من الكمال.
تحياتي وتقديري لك ولقلمك وفكرك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى