رسالة رعب إلى العالم.. 2015 عام ” إرهاب الطائرات “

سواليف

إرهاب الطائرات
ما عاشت شركات خطوط الطيران في جميع أنحاء العالم أياماً أسوأ من تلك التي مرت بها منذ “كارثة” الطائرة الروسية المغادرة من مطار شرم الشيخ المصري، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 راكباً، بعد انفجار قنبلة بداخلها.

كانت تلك بداية مرحلة جديدة، وصفت من قبل متابعين أنها “إرهاب الطائرات”، حيث فتح تنظيم “الدولة” المعروف إعلامياً “داعش” بعد تبنيه إسقاط الطائرة الروسية، باباً واسعاً للمخاوف، وصفه قائد طائرة يعمل في شركة طيران عربية، لـ”الخليج أونلاين” بأنه “رعب بات يصاحب فرق الطائرات في رحلاتهم اليومية”.

“قضى جميع الركاب وأفراد فريق الطائرة الروسية التي سقطت اليوم السبت في شبه جزيرة سيناء وعلى متنها 224 شخصاً”، كان ذلك خبراً صاعقاً ليس للروس الذين استهدفوا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بطائرتهم وناقلهم الرسمي، لكن أيضاً لباقي دول العالم وشركات الطيران في كل مكان.

رياض الصالح، مدير مكتب للسفر في بغداد، يؤكد أن “التهديد لم يكن موجهاً لروسيا، بل هو تهديد لكل العالم عبر الطائرات، والطائرة الروسية إنما رسالة لجميع العالم”.

وأشار الصالح في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إلى أن “الرسائل الأخرى بعد إسقاط الطائرة الروسية كانت واضحة تماماً بأنها تهديد للعالم أجمع، إذ تلقت طائرات لشركات عالمية مختلفة تهديدات أجبرتها على الهبوط أو تغيير مسارها”.

توالت بعد إسقاط الطائرة الروسية أخبار تهديدات بتفجير طائرات، كان آخرها حتى يوم الأحد الماضي، حيث حولت طائرة تابعة لشركة إير فرانس مسارها أثناء رحلتها من موريشيوس وهبطت اضطرارياً، في مدينة مومباسا الكينية، بعد اشتباه بوجود قنبلة، تم التأكد في اليوم التالي أنها ليست قنبلة.

قبل ذلك شهدت الفترة الممتدة من إسقاط الطائرة الروسية، أي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى خبر الطائرة الفرنسية التي حولت مسارها إلى مطار كيني أمس الأحد، عدداً غير قليل من التهديدات، لخطوط طيران مختلفة، كما حصلت تهديدات تتعلق بتفجير طائرات قبل حادثة الطائرة الروسية، “لكن جاء التنفيذ في موعد رآه الإرهابيون مناسباً أو مهيئاً بشكل أكبر لتنفيذ عملية الطائرة الروسية”، بحسب مختصين بالجماعات المسلحة.

“الإرهاب عبر الطائرات” يبدو لمن يقرؤون ما وراء الحدث، أنه “حلقة مرتبطة بالإرهاب النوعي، الذي تجسد بشكله الحقيقي المخيف في كارثة 11 سبتمبر/ أيلول 2001، المعروف بحادثة برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك”، بحسب الخبير بالجماعات المسلحة العقيد المتقاعد في الجيش العراقي السابق، محمد الجبوري، الذي يرى أن “المستقبل وفق الأحداث المتتالية الأخيرة يشير إلى تطوير العمليات الهجومية لتنظيم داعش”.

وقال الجبوري، : إن “التهديدات بوجود قنبلة على متن طائرة، وإن يتبين فيما بعد أنه بلاغ كاذب، أو أن المادة المشكوك فيها ليست قنبلة، إنما تؤكد أن ذلك التنظيم يتلاعب إعلامياً ويشن حرباً عبر إطلاق الأوهام”، لافتاً إلى أن تسمية “الأوهام خير وصف لما يقوم به التنظيم، الذي نجح إلى حد كبير في نشر الرعب الذي يتسبب بلا شك في نشر القلق بين الناس والحكومات وشركات الطيران”.

إنه عام ” إرهاب الطائرات ” بحسب وصف الجبوري، لعام 2015، وهو ما اتفق مسافرون عليه في وصفهم بأن العام الذي يوشك على الرحيل عام رعب وإرهاب جوي.

مسافرون ذكروا أنهم بالرغم على اعتيادهم السفر بشكل مستمر ومنذ أعوام طويلة، لكنهم يبدون في حالة من الهلع والرعب مؤخراً حين تقلع بهم الطائرة، “لم أكن أعير اهتماماً قبل هذا العام للسفر، لكني الآن أخافه كثيراً”، يقول هشام البكري.

فيما قال ياسر عبد الحميد: إنه يستذكر “جميع حوادث الطيران حين يصعد إلى الطائرة، بدءاً من حادثة مركز التجارة العالمي، مروراً بالطائرة الروسية، إنه أمر مرعب”.

الخليج اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى