حديثٌ من الغُربَه / يزن الجراح

أن تشعُر بالحنين إلى وطنك وأنت مُغترِب هو شيءٌ طبيعي، أن تحِنّ لتلك الأيام لتلك الأماكن، ولتلك الجَلَسات لحظات الحنين جميلة لكن الغريب هو أن لا تشعُر بها، لا تشعُر أنّك مُشتاقٌ لوَطنِك، الغريب هو أن تشعُر بغصّة لكنها ليست حنيناً وإنما ألماً من هذا الوطن.

تجلس على شُرفتك تقرأ وتُتابع أخبار وطنك تُريد أن تعرِف هل عادَت إليه الروح، هل عادت إليه البركة والطيبة؟! فتقرأ أخبار رفع الأسعار، وأخبار تهديد مواطن لحرق بناته بالنار، تقرأ أخبار تعيين الفاسدين في مكانٍ يستَحِقّه الأخيار وتقرأ أيضاً أخباراً جديدة عن إزدياد حالات الإنتحار!
فنتنفضُ غضباً وألماً على وطنك لأنه وقع بين يدي الأشرار، ترفع يداك وتدعو أن لا يكون هذا من غضبِ الجبّار.

أيّ حنينٍ لوطنٍ ينتقل الفاسدين فيه من منصبٍ إلى آخر، أي حنينٍ وأنت خرجت من وطنك ظلماً وقهرا، ماتت أحلام الشباب في وطني وبنوها في الغربة ليس طمعاً في المال وإنما إحتراماً للذات إنما كل ذلك لأن تشعر بأنّك موجود .
وطني لقد فقدنا الإحساس بك منذ أن صارت دفّتُك بين أيدي السارقين والمُرتشين، أتمنى أن اشعُر بالحنين كشخصٍ طبيعي لوطن جميل.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى