قصة “سيف” مع السرطان الذي توقع الأطباء بأنه بقي من عمره (48) ساعة

سواليف
بعد مكوث الطفل «سيف» على جهاز التنفس الصناعي والتنويم الكامل لمدة خمسة شهور، اثر اصابته بسرطان الكبد وهو في الشهر الأول من عمره.. وبعد إبلاغ الاطباء ذويه بأن امامه من الحياة (48) ساعة فقط، إلا ان الايمان بالله والتوكل عليه، وبالارادة، بقي قلب سيف ينبض بالحياة وعمره الآن ثمانية اعوام.

قصة سيف مع السرطان، سبقتها قصة والدته مع المرض، الذي داهمها وهي في الثانوية العامة، إلا أن تحديها وإقبالها على الحياة، تجاوز المرض، وحققت تفوقا في امتحان التوجيهي، بمعدل (93.1%)، لتكون الاولى على مدرستها وفي المرتبة الثالثة على محافظة الزرقاء بتخصص الادارة المعلوماتية.

وبعد الثانوية العامة تزوجت وانجبت طفلتها الاولى (زينة ) بعمر 19 سنة وبدأت مسيرتها الجامعية بتخصص تسويق في الجامعة الاردنية، وفي السنة الرابعة من الجامعة انجبت (سيف ) لتخوض اكبر تحد في حياتها، إذ اكتشف الاطباء اصابة (سيف) بسرطان الكبد بعمر شهر ليبدأ جرعات الكيماوي التي لم يتحملها وزنه وعمره فبقي على جهاز التنفس الصناعي والتنويم الكامل لمدة خمسة شهور.

لم تفقد اسرة سيف الامل طوال فترة مكوثه بالعناية المعزولة، وحرصت والدته ان تكون قريبة منه، لتشكل علاقة ابوية فردية وقوية، لدرجة كانت قراءات جسمه الحيوية ترتفع بوجود امه.

وبعد هذه الاشهر، أخبرت الطبيبة أسرة سيف ان هنالك 48 ساعة فقط امام ابنها، وتفضيل ان تكون والدته بالبيت كي لا تعيش لحظات الفراق، الا ان مشيئة الله جعلت من حالة «سيف» تتحسن، وبعد فترة وجيزة، لم يعد بحاجة الى التنفس الصناعي.

قصة «سيف» لم تتوقف عند حد السرطان، بل أن الجهاز الصناعي، الذي كان يستخدمه، سبب لديه تليفاً وضعفاً بجدار القصبة الهوائية، ما اضطر الاطباء لفتح رقبته للتنفس(الفتحة الرغامية).

هنا بدأت التساؤلات تجول في خاطر والدته، في كيفية التعامل مع ابنها من حيث اطعامه وقدرته على النطق والعديد من الاسئلة الاخرى.

تبدأ مرحلة جديدة في حياتها، إذ بدأت بالقراءة في كيفية التعايش مع الفتحة الرغامية والتحقت بدورة اسعافات اولية وانعاش قلبي رئوي، وتدربت مع ممرضي مركز الحسين للسرطان على تفاصيل العناية بهذه الفتحة وشراء جهاز سحب البلغم وجهاز مولد الاوكسجين وجهاز قياس الاوكسجين بالدم وغيارات اضافية للفتحة وعدة اسعافات اولية اخرى للطوارئ.

تقول والدة سيف، بعد خروجه من المستشفى بدأ يتفاعل مع الحياة يلعب ويأكل وينام كباقي اقرانه من الاطفال، فقررت اكمال آخر فصل دراسي لها بالجامعة بعد ان اطمأنت على ابنها.

وبعد التحاق والد سيف بعمل في النمسا لحقت به عائلته بعد سنتين ونصف، وكان الامل يراود «أم سيف» ان تجد فرصة علاج افضل لابنها فيما يتعلق بالقصبة الهوائية إلا أن واقع الحال كان اعقد واصعب، لذلك قررت (ام سيف) ان تكون مرافقة وممرضة لابنها في مدرسته الامر الذي تفتخر به وسعيدة به حيث اصبح ابنها حاليا في عمر 8 سنوات ويعيش حياة كباقي اقرانه، ولسانها ينطق بذكر الله «ولا تقنطوا من رحمة الله ».

يشار إلى ان عدد مرضى السرطان الجدد سنويا وفقا لاخر احصاءات السجل الوطني للسرطان 5500 مريض.وان 36% من هذه الحالات تحت سن الخمسين.

وبحسب الارقام فقد جاءت اعداد الاصابات الاعلى بالسرطان للفئة العمرية (40-59) سنة بواقع (2116) حالة يليها الفئة العمرية (60-79) سنة بواقع ( 2057) حالة يليها الفئة العمرية (20-39) سنة بواقع (761) ثم الفئة العمرية (0-19) سنة بواقع (311) حالة واخيرا الفئة العمرية 80 سنة فما فوق (255) حالة.
عن الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى