غليانٌ ” إنساني” في الأردن ومعدل الجريمة في تصاعد ؟!

لا يخفى على المتابعين أن الأردن أصبح من الدول التي لا يمضي أسبوع واحد إلا وسجل قضايا إنتحار وسرقات مسلحة وقتل ؟!
وإذا ما عدنا إلى هذه الأحداث المؤسفة نرى أن جُلها غريب عن عاداتنا وثقافتنا فأصبح من السهل عندما يصاب الفرد باليأس ان يلجأ لقتل فلذات كبده او زوجته أو حرقهم ؟! أو أن يُلقي بنفسه عن جسر ” عبدون” وهي منطقة في عمان العاصمة أصبح جسرها مقصلة اليائسين ؟!

وإذا ما بحثنا عن الأسباب المعلنة نجد أن نتائج التحقيقات الأمنية تبرر الجريمة بالجنون ؟! أو التعاطي ؟! أو أن القاتل صاحب أسبقيات ؟!
وقد تكون تلك الأمور تحتمل التصديق ولكن لا أحد يتطرق للبحث عن الخلل في منظومة إجتماعية بدأ نسيجها يهترء ؟!
فلا يُعقل ان تبقى الدعوات في إطار ” الماضي” والأسف على ما كان ؟! فلسنا في حقبة زمنية أسسها تنطلق من الماضي في وقت المتغير ثابتٌ فيه؟
ونحن نعي بأن الفقر والحاجة والبطالة وضعف الإيمان من ” الدوافع” للقيام بتلك الجرائم …

بينما لم يتطرق أي من “النواب” أو المسؤولين او الجهات الشبابية للحديث عن هذه الأزمة الخطيرة ليتنامى الشعور بالإضطهاد لدى الأفراد ويسخرون لأنفسهم حلولاً أبعد ما تكون عن الإنسانية والإسلام وأقرب لتكون نتاج سياساتٍ توّجت “نجاحها” كونها لم تنجب ثورات وحراكات للعبث ب “الأمن والأمان” بينما في حقيقة الأمر الحاصل هو أن الركائز الأساسية بدأت “تنفذ” وها نحن على مشارف شهر رمضان المبارك الذي سجل في العام المنصرف جرائم قتل وسرقات ومشاجرات وطلاق لم تسجله الأردن في تاريخها الشعبوي ؟!

فلا نجد منبراً ولا حواراً ولا اعلاماً يسلط الضوء على هكذا قضايا أسرية دينية إنسانية مجتمعية إلا مروراً بالعناوين الإخبارية ؟!
فلا اعلم أين كتل الإصلاح والأحزاب والإسلاميين والمستقيمين وغيرهم من النظر في هذه الجرائم المتسارعة في أحداثها والبشعة في مجرياتها ؟!
لا يكفي ضبط مرتكبي الجرائم ومعاقبتهم بل نحن بحاجة إلى إصلاح منظومة بدأت تخرج عن جميع أطر الأخلاق والدين والعادات والثبات ؟!
هذه الإشكالية تستدعي إعادة النظر والتأمل في ظاهرة العنف المجتمعية وذلك بالتركيز على ما يفكك وقائعها ويفسرها عبر فرضيات لها علاقة بالمتغيرات والتفاعلات الجديدة التي حدثت في العالم .
العنف لا يقتصر على سلوك فعلي بل هناك سلوك قولي وهذا الأمر بات حقيقةً نظراً للحالة النفسية السائدة في مجتمعنا الأردني ” الغضب”
وهذه الإشكالية تعود على غياب التكامل الوطني داخل المجتمع وغياب العدالة الاجتماعية وحرمان قوى معيّنة داخل المجتمع من بعض الحقوق السياسية وعدم إشباع الحاجات الأساسية كالتعليم والصحة والمأكل….
وأعتقد أننا سنشهد العديد من الأحداث في شهر رمضان المبارك وليس بسبب الصيام بل بسبب “صيام” الحكومات عن الإصلاح ؟! فلا أعلم أين الأمان في ظل واقع أصبح يرمي بظلالهِ على نهج مجتمعي مخيف ؟!

والله المُستعان

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى