تستحق اكثر من ذلك بكثير
لا شيء يستحق الفرح كوطني ولا شيء اؤمن به كايماني بأن للوطن حقٌ في ان يتغنى بانجازاته وثوراته ضد الظلم والاستبداد وان يكبر بها عاما بعد عام ونكبر بها معه، وان تعلو راياته كل بناياته ليس يوما واحدا في العام وانما في كل يوم من العام، وان نقول له انت الخير ولك الخير.
لكنني اؤمن ايضا بأن الفرح لا تكتمل اضلعه الا بوجود ابنائك جميعا، وان النهضة التي تعنيها وتريدها هي ان يكونوا بخير دائما، فكيف يكتمل الفرح في كل منطقة وهناك فساد لم يحاسب فاعله وإن ارتفعت الرايات فوق كل مبنى فهل سنرى مديونتنا الاعلى تنخفض في صندوق النقد الدولي. وقوفنا في وجه الاستبداد قبل 100 عام يعني لنا الكثير ولكن هل سنحاسب من قتل الشهيد رائد زعيتر لنضيف بذلك وقفة اخرى الى ذلك الكثير؟
منذ يومين كتب نور الدين الدقامسة نجل المعتقل احمد الدقامسة على صفحته الشخصية بـ”الفيس بوك” أن والده سيشاركهم طعام الافطار في رمضان لأول مرة منذ 19 عاماً واصفا ملامح والده التي غمرها الفرح والسعادة لمجرد سماعة الخبر بأنه كاد ان ينصدم قائلا “هذا حلم ام حقيقة! يا الله” على الرغم من ان الفطور سيكون جماعيا داخل المعتقل، خبرٌ افرح احمد وعائلته لكنه اثار داخلي سؤالا كيف يكون الفرح يا وطني وابناؤك يعانون ولا يريدون من الفرح الا القليل ولكنهم احيانا لا يحصلون عليه.
لا انكر عليك حقك في ان تعتز بنهضتك التي كانت ولكنني ايضا اريد لك استمراريتها، ان تنهض بكل ما فيك ومن فيك، حقا لا انكر ان هناك ما هو جميل وان هناك ما يستحق التقدير ولكنني اريد لك احتفالا تكون انت فرِحا به، اريد لك المزيد ليس طمعا ولكن ايمانا بأنك تستحق اكثر من ذلك بكثير، تستحق اكثر من اغنياتٍ ووعودٍ بالمزيد.
