إغلاق الجامعات الأردنية!

إغلاق الجامعات الأردنية !
مقال الأحد 26-5-2019
تخيّلوا أن صاحب مطعم يعلن عن مطعمه بكل ما أوتي من قوّة ، ويظهر في اعلاناته الجلسات العائلية الهادئة، والخدمة المميزة ،والأسعار المناسبة ، وأشهى المأكولات الشرقية والغربية ولا يدع وسيلة إعلام الا وينشر إعلانه بها بالإضافة إلى إعلانات مموّلة على الفيس بوك..وفي آخر الليل عندما تتصّل به زوجته بأن يحضر لهم عشاء على ذوقه..يقوم بالتوصية من مطعم آخر.
هذا بالضبط ما يحدث بجامعاتنا الأردنية،يسعون بكل ما أوتوا من قوة ، لتظهر كل جامعة على انها الأعرق والأميز والأكثر كفاءة ،ونتسابق في استقطاب الطلاب الخليجيين وباقي العرب ، ويصرّون في كلمات التخريج أن يستخدموا كلمة صرح ، ويلعبون على الجانب العاطفي أن خريجيها الأقل بطالة بين باقي الجامعات..وعند الحاجة إلى تعيين أعضاء هيئة تدريسية ،يحيّد جانبا خريج الجامعة الذي حصل على شهادة الدكتوراة منها أو من واحدة من زميلاتها ..وعندما يتقدّم أي أردني بلدي تخرّج من “الصروح” العلمية الأردنية ، يرفض طلبه أو يفضّل عليه خريج الجامعات البريطانية والأمريكية والكندية..طيب إذا كنتم لا تثقون بمنتجكم انتم، وأن الشهادة التي منحتموها لطلاّبكم لا تثقون بكفاءتها ..لماذا تصرّون على فتح أبوابكم لاستقبال الطلاب..أغلقوا الجامعات وأعيدونا إلى القرن الماضي لنذهب للدراسة في مصر وبغداد والشام وما تيسر من دول أوروبا وأوربا الشرقية..أو أقل الإيمان اكتبوا كما تكتب وزارة الخارجية على تصديق الأوراق الثبوتية…”الجامعة غير مسؤولة عن صحّة هذه الشهادة” وأعلنوها صراحة أن المسألة استثمار أو “تمشاية حال”..
مخجل الا نثق بجامعاتنا ،ولا بصناعتنا العلمية ولا صناعتنا المحلية بشكل عام ، تخيّلوا أن ألمانيا مثلاً لا تقبل خريجي الجامعات الألمانية وتفضّلهم أن يكونوا من خريجي أمريكا أو تركيا؟هل هذا ممكن؟ هل يدخل في منطق الوطنية؟ ..إنها مسألة معيبة بحق الوطن، بحق ما بنينا طوال فترة استقلالنا أننا لا نثق بما ننتج…بالمناسبة أنا لا ألوم الدكتور المومني الذي حرق شهادته على الملأ قبل أيام، فماذا يعني أن يقضي شخص من عمره 28 في العلم والتعلم المتواصل ثم يقال له “يفتح الله”..نحن ضد فكرة توظيف كل من يحمل شهادة دكتوراه كعضو هيئة تدريس في الجامعات..نحن مع الاستفادة من خبراتهم في باقي الوزارات..اذا لم تكن خريج هارفارد والسوربون وأكسفورد..فإنهم لن يدعوك تضع قدمك على عتبها أو بالعامة ما بيخلّوك “ت..خ” فيها..أبناء الذوات يفضلون جامعات الذوات.

غطيني يا كرمة العلي..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. يا ابن الحلال مالك
    خريج امريكا و بريطانيا والجامعات العريقة الخارجية همي برجوازية البلد عمي هو انا والا انت تدرس بالسوربون عيالك
    طبعا هذه واسطة مقنعة
    ما بدو يقولك بدي اعين فلان بالواسطة خلص
    وسلامتك يا طيب

  2. قرابة… الموضوع ليس له علاقة بالكفاءة. الفرق بالخريجين …بناء الشخصيه والجدية في العمل. عندما عملت في كندا عرفت الفرق. يهتمون بالمهارات وليس الشهادات. بالقدرة على التعامل مع الواقع في ظرف ما واتخاذ قرارات تخدم المصلحة العامة. هناك فرق بكل تأكيد…. بناء الإنسان العامل بشكل أفضل.
    كانت أول مهارة في السيرة الذاتية لشخص حصل على وظيفة لم احصل عليها أنا، ” أستطيع استقبال المراجعين بابتسامة وكلمات تبعث على الراحة.” انتهي الاقتباس.
    في بلدنا…الحامل درجة الدكتوراه يظن نفسه معجزة من معجزات الحياة ويتصرف معك بناءا على ذلك

  3. ذكرتني بالملكيه الاردنيه فقد كان بها الكثير من المؤهلين المخلصين والفهمانين الذين امضوا سنوات طويله في خدمتها واهل مكه ادرى بشعابها ولكن كانوا ساعه يستوردوا خبير طلياني او امريكي او مجموعه صبيه انجليز ويقعدوا فتره ويهبشوا ما تيسر من رواتب فلكيه عاليه ومحفزات ويذهبون بعدها وتيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى