المقلوبة!

#المقلوبة!

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

    بعيدًا عن السياسة – ومن يريد أن يراها كذلك فهو حر- المقلوبة

أكلة فلسطينية شهيرة وتاريخية، قدمها أهل بيت المقدس تكريمًا

مقالات ذات صلة

لصلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس، وربما هو من أطلق عليها هذا اللقب! ثم استخدمها الفلسطينيون -هذه الأيام – رمزا للمقاومة، حيث تقوم الفلسطينيات “بقلبها” في ساحات المسجد الأقصى عنوانا للصمود!

بعيدًا عن تلك المقدمة التي قد تبدو سياسية، فإنني أتحدث عن المقلوبة وصِلَتِها بِ”البيتنجان “.

وعلاقتهما العضوية! فالبيتنجان

“فاكهة” غير موسمية، موجودة دائمًا . هجاها بعض العرب العنصريين ربما بسبب لونها الأسود، أو بسبب مرارتها، أو بسبب كراهية بعض الحكام لها!!

لكن هذا لم يكن كافيًا لكراهية الشعب لها، فالشعب ليس عنصريًا، وليس بالضرورة يتبع هوى حكامة  حتى في الطعام والشراب! ولذلك يحتل البيتنجان مكانة مرموقة في الهرم الغذائي الشعبي! ففي بلاد الشام يستخدم البيتنجان مقبلات قبل الطعام، ومكوّنًا أساسًا في الوجبات، وحلويات بعد الوجبات! ويروى عن مسؤول عربي كبير، استُدعيَ لمفاوضة المستعمر في باريس

على استقلال بلاده، فرفض وقال: أنا مجنون حتى أترك الشام في موسم البيتنجان!!!!

لست أدري، فكلما أهرب من السياسة أرى أن البيتنجان يورطني فيها من جديد!! هذا غير مهم ؛ المهم أن لا يعتقد أحد أنّ لذلك صلة بقانون الجرائم الإلكترونية!!

نعود إلى المقلوبة؛  وهي كما نعرف طعام يُقلَب، فيصبح أسفله  قمته، وقمته أسفله! وهنا تحدث عرار عن قمة القوم كيف صاروا في مرتبة دنيا ، وتحدث الشاعر مصطفى السكران في الخمسينات عن زمان الشقلبة، بمعنى أن من تصدروا المجتمع ليسوا من الفئة”المستحقة”

لاحظوا أنني أختار كلماتي بدقة

ودون تهور، لأنني لا أريد الوقوع تحت طائلة أي قانون غير قانون:

امشِ الحيط الحيط….، فالستيرة مهمة هذه الأيام!!

  وقد أبدع حيدر محمود في قصيدة في الثمانينات ، إذ قال فيها:

هذا زمنٌ قاع الأشياء المقلوبة فيه أصبح قمة!!

، ولا أظنه يقصد المقلوبة موضوع الحديث ، لنترك الشعراء وشأنهم، فهم سياسيون، لكني أعجب كيف كان الشعراء يعبرون بحرية دون أن يتعرضوا لتداعيات  أي قانون!!

 عودة إلى المقلوبة الوجبة اللذيذة ، لماذا نظمت نفسها حيث تعود قمتها وهي جماهير الرز الغفيرة والغالبية إلى القاع، بينما يعود البيتنجان  والدجاج  وهي الطبقة   المدللة من القاعدة إلى القمة!! هذه هي المعادلة!

وفي الختام أؤكد ثانية بأن لا رمزية ولا سياسية في هذه المقالة، إنما تأملات استكمالًا لقلاية البندورة و”إكباب” العبيدات وليس كَبَابَها!!

 ملاحظة؛

قاعدة المقلوبة غالبًا ما تكون مشعوطة، ولست أدري لماذا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى