عن العدالة احدثكم… / مروان البطاينة

عن العدالة احدثكم…
قيل قديما وفي كثير من الشرائع :
إن القاتل يجب أن يسلم للسيف
واللص يجب أن يصلب او تقطع يده
والزانية يجب أن تجلد او ترجم.
وفي هذه الاحكام الكثير من الحزم والعدالة في عرف البشر
لكن…في قوانين العارفين..وارباب الحكمة..
هذا ظلم بائن وحيف شائن..
لان الجريمة والعقوبة كلاهما فلسفة متشعبة الاركان
صعبة الشروط …متعذرة التحقق…
اقول لكم ولنفسي ايها الساده لسنا والله أبرياء من جريمة القاتل واللص والزانية
وإذا حلّ العقاب بأجسادهم البالية فإن أرواحنا هي التي تحترق…
فالحقيقة أنه ما من جريمة يرتكبها رجل بمفرده أو امرأة وحدها.
فكل الجرائم يشترك الجميع في ارتكابها، وليس ثمة بريء
أما الذي يدفع الجزاء فهو غالبا الضحيه.
ذلك المتهالك الضعيف…المغلوب على امره ..
الذي استدرجته الظروف والاحوال فاوقعته في المحظور…
ما الذي دفع اللص ليسرق
والزانيه لتعتاش بجسدها
والقاتل ان يزهق روحا…
هل وجد اللص رزقا طيبا وحياة كريمة فحاد عنها الى الخبث
وهل دثرنا الزانية باثواب الستر فهتكتها طائعة
بل هل من ازهق الارواح ازهقها حبا في الخلود في النار…

قبل ان تسلط سيف عدلك على الرقاب
انثر محبتك ورعايتك على رؤوس الخلائق
وانظر هل يقتتلون بعد ذلك او يسرقون…
كيف لامراة ان تكون مومسا بارادتها….
وكيف لها ان تلفظ بعيدا طهارتها….
غريب عرف البشر…
والاغرب نظرتهم للعداله …
للعدالة طقوس ونواميس.. وليست ما يخط الحبر الاسود على الرقاع…
بالامس القريب مررت بالقبور …
فرايت العدل والظلم يصطرعان ..
وقد تعالت الاصوات …ثم ما لبثت ان خبت…
امام حضرة الموت…
احسب انه اشار اليهم ان العدل في السماء…

ما اعظم اسلامنا….
فمن يفهمه…
مروان البطاينه…

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى