.كرامات

[review]
 

 الاحد 20-3-2011

 

منذ أكثر من شهر لم يمنع لي مقال ، كما بات من النادر جداً التدخل في تغيير وتحوير وحذف النهايات التي عادة ما تحمل تلخيصاً للفكرة ، بعد ان تعوّدت على إعادة التحرير والتفكير والتعبير في مقالاتي منذ سبع سنوات خلت..هذا «الدلال» دعاني للشك في نفسي ، قلت ربما لأن سقفي منخفض..»طوبرنا» السقف ورفعناه أكثر ، انتقدنا أعضاء الحكومة بلسان واضح دون ترميز او تهميز، ومع ذلك لم يمنع المقال..رفعنا السقف أكثر وأكثر ، سياسته صراحة وبدون عبارات التجميل أو  "عدم المؤاخذة"..ومع ذلك لم يمنع المقال..عندها تيقّنت انها كرامة أو "دعوة ولي"  لا أكثر …لذا منذ شهر تقريباً وأنا أصلّي ركعتين شكراً لله أختمها بالدعاء بالرحمة لــ"البو عزيزي" على بحبوحة "الكلام" ..بعد ان كان محرّماً انتقاد خال ابن عمة زوجة ابن أخت صهر عديل وزير سابق.
**
هذا التغير ، ليس في النشر وحسب..مثلا، تجادل شرطي المرور يبتسم ويتغاضى ، "تلطّش" لسيارة النجدة مسرعاً  فيفتحون الطريق لك ويعتذرون، ترفع صوتك في وجه مديرك المخطىء "فيلبد" ويتودد لك، تقف خمس دقائق أمام أي مؤسسة حكومية محتجاً تنزل اليك  الإدارة من "فوق لتحت" وبأيديهم كل الحلول وعلى رؤوسهم الاعتذرات وبذقونهم "مسح الخطايا" ، حتى لو وثائقك ناقصة صارت المؤسسات تتغاضى وتكتفي بأقلها لتسيير المعاملة من منطلق "اللي عندك قريب" … الله يرحمك يا البوعزيزي..
حتى "القاروط" الذي كان يزدريني على صاج الفلافل بات يحسب لي ألف حساب ،وصار يناديني بلقب "استاذ" بدلاً من "هيه"..ليس وحده ، جابي الكهرباء ، موظف الاتصالات، دوريات الجمارك ،مديريات الصحة، مراكز الأمومة..كلهم اصدقاء ويريدون "خدمة تحرز" ،  حتى ان موظفاً في الأحوال المدنية اتصل بي عارضاً خدمته  ان كنت أرغب بتسجيل مولود جديد أو أي من معارفي  – على التلفون-  حتى لو كان عازباً ، فقط من باب تقديم الخدمة..

مقالات ذات صلة

هذا العام ، ان بقيت الأمور بتطورها الحميد هذا، من بحبوحة الحرية و"الصدر الواسع" سأؤدّي فريضة الحج عن المرحوم "البوعزيزي"..
صدقوني غيمة الديمقرطية والحرية التي تمطر من دولة الى دولة ومن مدينة الى مدينة ومن دائرة الى دائرة هي من كرامات هذا الرجل.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى