تركيا في الشمال السوري / عمر عياصرة

تركيا في الشمال السوري

واضح ان عبور القوات التركية الحدود السورية، وطرد داعش من جرابلس، لم يكن إلا لمنع الاكراد من بسط نفوذهم، وسيطرتهم على الشمال السوري.
تركيا سكتت عن وجود تنظيم داعش طويلا، لأنها تعلم انه سيزول، وانها ليست مضطرة لخوض المعركة معه لوحدها، لذلك عاملته بمنطق امني اكثر منه استراتيجي.
لكن حين يقترب الاكراد من السيطرة على المنافذ الحدودية «السورية التركية»، وتبدأ رائحة الكيان الكردي بالتشكل، هنا تحركت انقرة وقامت بتجاوز الحدود السورة وتعمل على اعادة ترتيب الشمال هناك.
المقاربة التركية الاساسية ازاء سوريا تقوم اساسا على مراقبة الاكراد ومنع قيام كيان لهم، فالاستقلال الكردي خط احمر، ويمثل تهديدا مباشرا للامن القومي التركي.
من هنا يجب ان نفهم مبررات التحركات التركية الاخيرة في سوريا، فبعد الانقلاب الفاشل، اكتسب الحكم قوة دفع اضافية مكنته من القيام بخطوات لن تلقى إلا الترحيب من الرأي العام.
تركيا تراقب من كثب، وتخشى من نجاح كردي في اي مكان سيكون له دور في تحريك الشعور القومي لدى أكرادها؛ وبالتالي يحدث الضرر، وتتعرض تركيا للانقسام.
ايضا من فوائد التحرك التركي الاخير، انه يعلمنا –نحن العرب– كم تهتم الدول الاقليمية بمصالحها، وان الازمة السورية لم تعد في ذهن الاقليم إلا اطارا للعبة المصالح، لا علاقة للقيم بها.
على كل الاحوال، نتفهم السلوك التركي، ونضع ايدينا على قلوبنا من قرب تفكك سوريا، ونبقى كعرب لاعبين غير أساسيين في الازمة، رغم ان الارض والجمهور عربي بامتياز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى