يوم من حياة اردني مسحوق / محمود درويش

يوم من حياة اردني مسحوق

هذه القصه القصيره من تاليفي اسوقها هنا كدعوة الى كل قادر الى كل واحد منا وادعوه لان يتفقد اقاربه من الفقراء جيرانه الذي يعلم بان مداخيله محدوده او معدومه ادعو الجميع الى صلة الارحام وان يتفقد كل منا دائرته المحيطه القريبه في مواجهة المنخفض الثلجي…..ارجو ان تتال اعجابكم …..من الادب الاردني …..
..كعادته …ولمجرد ان بزغت شمس الصباح وتحركت عجلة الحياة وبدات اصوات باصات المدارس بتشغيل ماتوراتها استيقظ من نومه ….فتح عينيه اشتغل عقله ..وعلى الفور ادرك انه للاسف لا زال حيا …اطلق تنهيدته الآسفه على ذلك فهو يريد ان يستمر الليل الى الابد …فالنهار واليقظة تعني له …ان اجرة البيت غير مدفوعه …..والجمعيه غير مدفوعه وقسط الجامعه للبنت غير مدفوع ….واسطوانة الزوجه للمطالبه باغراض ولوازم البيت ……كندرة البنت ممزوعه والولد صارله سنه في نفس الملابس ..وفواتير الكهرباء ……وديون البقاله .ووووووو …..
فتح الفيس بوك …فاذا بصباح الخير مع باقة ورد وعبارات تدعو للتفاؤل والابتسام ..رفع الصفحه واذا بصوره لفنجان قهوه مع حبة شوكولاته وتوصيه بالابتسام وسماع صوت فيروز الملائكي مع عبارات صباح العسل واللوز والدنيا الحلوه ….
هو يعرفهم شخصيا اصحاب هذه البروفايلات الداعيه الى التفاؤل والابتسام والقهوه الصباحيه ويعرف ان مداخيلهم الماديه ورواتبهم التقاعديه وضمانهم الصحي واولادهم الذين يعملون في الخليج تسمح لهم بالاقبال على الحياة وتدعوهم الى التفائل وصباح اللوز وفناجين القهوه مع الورد الندي في الصباح واكثر من ذلك ….
تمتم محوقلا شاكيا الى الله قلة حيلته …..فالولد نائم بين ارائك غرفة الضيوف ….التي تتناثر فيها كاسات القهوة وصحون السجائر …الممتلئة التي تتشابك مع اسلاك الشواحن ….بينما البنت تقف بخجل وقد تجهزت للخروج الى المدرسه ولا ينقصها الا المصروف …نظرت اليه ولسان حالها يغني عن الشرح …بدها المصروف …..
نظر اليها بانكسار وقلة حيله …..فهمت البنت طاطأت راسها مستديرة نحو الباب لتخرج يائسة بلا مصروف …..انغلق الباب خلفها ….
واسودت الدنيا …..في عينيه كل اليأس والقهر والاحباط …نظر الى جواله صور القهوه والورد والياسمين والدعوات بالتفائل والامل …..صك اسنانه شد بقبضته على الجوال رفع يده التي بها الجوال خلف راسه ليهوي به الى الارض …..تعبيرا عن قرفه من دعوات التفاؤل والصباحات المغمسه بالياسمين والقهوه …..وقبل ان يهوي به تذكر ان هذا الهاتف هو آخر ما تبقى من اشياء يمكن بيعها لشراء حاجيات المنخفض الثلجي القادم ………………………..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى