دفاع دائم موت محقق
أمجد شطناوي
عندما تكون في حالة دفاع دائم وغير مبادر والخصم هو المهاجم و المبادر ، فمهما بلغت من البراعة فلا بد للخصم ان ينجح في الانتصار عليك في النهاية لانه سيستفيد من حالات الفشل ويطور خطط هجومه في كل مره .
محمد صلى الله عليه وسلم ولي الأمر والقائد العسكري كانت مرحلة الدفاع عنده ضمن خطة معده مسبقا ضمن الإمكانيات الممكنه وفي نفس الوقت عينه على بناء الدولة الحديثة الوجود لينتقل من الدفاع إلى المبادره والهجوم ، استرسل وأوضح وأقول مرحلة الدفاع إنتهت بانتهاء غزوة الخندق حيث قال وقتها نحن الآن نغزوهم لا يغزوننا ، نحن نسير إليهم وقد كانت غزوة الخندق سنة خمسة للهجرة أي ان مرحلة الدفاع استمرت خمس سنوات ويجدر بنا التنويه إلى ان مرحلة الدفاع تخللها بعض المبادرات مثل غزوة بدر وبعض الغزوات الأخرى والتي ارى فيها مبادرة ولكن دفاعية ، وكانت ضمن استراتيجية مبرمجة لحين بناء الدولة والإنسان .
غزوة الخندق ذلك المفصل التاريخي الكبير والتحول الكبير من الدفاع إلى الهجوم فكان رسولنا بعدها هو الذي يسير الأحداث والصانع لها ضمن خطط معدة مسبقا ومحسوبة المخاطر آخذا بالأسباب الكونية منها النسب التي حددها القرآن الكريم .
بعد غزوة الخندق مباشرة كانت غزوة بني قريظة وبذلك أصبحت المدينة دولة خالصة للمسلمين هم أصحاب الكلمة العليا.
من ضمن ما تعنيه المبادرة إغتيال شخصيات قيادية ومؤثرة لدى الخصم فكان إغتيال سلام بن أبي حقيق الذي كان له دورا كبيرا في جمع المال وفي تحشيد الأحزاب في غزوة الخندق .
واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم في إرسال السرايا في محيط المدينة وإلى نجد ليرهب الخصوم ويشتت شملهم ويرهبهم وليوطد دولته من خلال دخول المزيد إلى الإسلام ويكون هو صانع الأحداث.
من خلال ما ذكرت من غزوات بعد غزوة الخندق دخل الإسلام اعداد كثيرة الإسلام وهذا يعني زيادة عدد المقاتلين ونجاح استراتيجية الهجوم والمبادرة. بعد ذلك رأى الرسول عليه السلام في المنام أنه دخل مكة واعتمر وطاف في مكة فكانت وقعة الحديبة التي تم بها ابرام صلح الحديبية والتي كانت مفصل تاريخي كبير والتي لم يدرك البعض قيمتها الإستراتيجية والتي كانت أكبر مسمار في نعش الكفر فصلح الحديبية مكاسبها كثيرة جدا يضيق المقال لذكرها جميعا ولكن أكبر مكاسبها اعتراف الخصم بدولة الإسلام وكذلك تحيد خصم عنيد وهو اهل مكة والفرقةوالخلاف بين الخصوم من خلال عقد صلح ثنائي وبالفعل تم القضاء على الخصوم فرادى فرادى إلى ان وصل في النهاية إلى فتح مكة . كان الفتح فتحا مبينا دخل فيه الناس الاسلام افواجا واصبحت الجزيرة العربية دولة تحت راية الإسلام وبعدها تفرغ الرسول عليه الصلاة والسلام للدول العظمى دولة الفرس والروم.
في الختام المراحل الأولى لأي دولة مرحلة دفاعية ضمن استراتيجية وبعدها يجب إلى الانتقال إلى المبادرة والهجوم والضربات الاستباقية ، وأن الدفاع الدائم كمن يصنع نعشه بيده ، فهل وصلت الرسالة دام فضلكم؟
