.يا هملالي 2012

[review]

الثلاثاء 17-1-2012

النص الاصلي

يحكى ان ابنة عمر بن عبد العزيز – خامس الخلفاء الراشدين -  دخلت على والدها يوم العيد  باكية حزينة وقد ذبلت بهجة المرح في عينيها..فسألها عمر عن الذي يبكيها ،فأسرت له أن كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة وأبناء عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين يرتدون ثيابا قديمة.. تأثر الخليفة من كلام ابنته مقرّاً  بحق أولاده بممارسة فرحتهم  شانهم شان باقي أبناء المسلمين..فما كان منه الا أن توجه إلى خازن بيت المال "وزير المالية" بلا تشابيه:  طالباً منه الأذن  بصرف  راتبه "مقدماً" عن الشهر القادم ..فأجابه الخازن بكل ثقة ودون "صربعة" أو نفاق او تحويل أي من  بنود الميزانية : ولم لا يا أمير المؤمنين؟!..سأصرف راتبك مقدماً .. لكن بشرط !.. أن تضمن لي ان تبقى حيّاً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقاً..

مقالات ذات صلة

عجز عمر عن "ضمانة" شرط أمينه ،  وعاد الى ابنائه ليخيّرهم بين أمرين اثنين: اما ان يصبروا ويدخلوا الجنة جميعاً ..أو "يتورّط" عمر بن عبد العزيز وحده ويدخل النار!!..فقالوا: نصبر !!..

 

قد تكون القصة معروفة لدى الكثيرين ، أو  قد يختلف البعض حول تفاصيلها  ، وحرفية الحوار فيها ،أو منطقيتها،  أو إحداثيات الواقعة  واثبات الصحة والإسناد ، وهل حدثت ام لم تحدث ، وما الذي دعا خازن بيت المال أن يعمل يوم العيد سيما انها  عطلة رسمية..وغير ذلك من الأسئلة "والتهكمات"التي قد لا تنتهي..

.. لكن من وجهة نظري ، انه بأقطاب هذه القصة ، تجتمع  مفاتيح  الحل لجميع  مشاكلنا الحالية : أمانة "ألآمر" ..والجرأة في قول الحق من قبل "المأمور" ..وصبر "الرعية"…

كم نحتاج في مؤسساتنا  الى : "عمر.. أو الخازن..أو الأولاد".!!

 

على أي حال ..لا يسعني الا أن أقول: "يا هملالي"..

 

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى