عالم قبيح / عودة عياصرة

عالم قبيح
أنا أُصدّقهم فدبّوس الحجاب ممتلئٌ بالإرهاب ، أُصدّقهم نعم فالقاء الشيخ لدرسٍ عن التواضع بعد صلاة العصر هو حلقة من حلقات الارهاب ، وأنّ كتابة مقال اسلامي بؤرةٌ للإرهاب ، اطلاق اللحية ولبس الدشداشة هندامٌ ارهابي ، في النقاب والعبآءة الفضفاضة يستوطنُ الارهاب ، حب الأرطان والدفاعُ عن مقدساتنا ايضاً ارهاب .

ما بالكم تنثرونَ حبوبَ الإررهاب أيها المسلمون ، دعوكم من مبادئكم وتعاليم دينكم البائسة ، دعوكم من سجدةٍ تسبيحاتها ارهابية ، حجكم المبرور هو رحمُ الأفكارِ الارهابية ، احتشامُ نسائكم والتزامُ شبابكم طائفية ، نهيكم عن المنكر أمرٌ للحثِّ على الأرهاب ، تمسّككم بتعاليمِ دينكم رجعيّة ، تعلموا من الغرب أبجديات السلام ، تعلموا منهم كيفَ تعيشونَ بحبٍّ واحترامٍ وحريّة ، فزواج المثليين حق وشواطئ العُراة نقاهة ، الحفلات الصاخبةُ حضارة والإلحادُ ثقافة ، تلويثُ الجسدِ راحة وقذارة الروح طمأنينة ، الانتحار فكرة والزنا ديموقراطيّة .

حبُّ صنعاء ودمشق وتونس وطرابلس إرهاب ، الدفاع عن مقدّساتكم إرهاب ، أمّا جرائم اليهود في فلسطين على مر الزمن هو دفاعٌ عن ديانة ، وامتلاءُ معدة روسيا من دماء أطفال سوريا قمّة الإنسانية ، الغزو الأمريكي لأطفال ونساء العراق وطمر حضارة بغداد شيءٌ من الصواب ، ايطاليا التي أهدت أُمهاتنا في الجزائر مليون ونصف شهيد لم تكن الا مشادة كلامية بين ملك الموت وبروتوكولات روما .

نحنُ المسلمون لا نُنكر أننا في مؤخرة العالم اليوم ، وأن بلادنا الإسلامية تقتاتُ من الفتات الأمريكي الاوروبي ، لا نُنكر الطموح في هجرة الشباب اليكم هرباً من الفقرِ والموت ، لا نُنكر السرقة والظلم والكذب والخيانة في بلادنا الاسلامية ، لا نُنكرُ قدرة الغرب على اخفاء قمامتها الأخلاقية وطمر حُفر سياستها الامتصاصيّة بقشرة الحضارة ، لا نُنكر نجاح فيلم محاربة الإرهاب باجزائه الكثيرة ومخرجتهُ العاهرة أمريكا ، لا نُنكر مدى تأثير الرعي الجائر للإعلام العربي على شجرة الإسلام ، و لا نُنكر مكركم في القدرة على تشوية رسمة الاسلام الجميلة الرقيقة الى صورة سوداء مُعتمة مُرقّطة بالدماء والارهاب والقتل والطائفيّة ، لكنكم تعلمون جيداً أيها الغرب بأن ابتعادنا عن تطبيق الإسلام هو ما جعلنا نطلب العسل من الذباب ، وهو الذي جعلَ من الفئران اسوداً تسيطرُ على هذا العالم القبيح .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى