بلطجة الزعران والإرهاب المجتمعي

بلطجة الزعران والإرهاب المجتمعي
شبلي حسن العجارمة

ما حصل في الزرقاء ليس بطريق الصدفة,ولنتفق علی ذلك,بدليل أنه قد استيقض الشارع الأردني غير مرة علی أكثر من قصة مروعة ربما بحجم قصة صالح بالأمس وربما ما هو أفضع من ذلك ,من منا لا يذکر نور العوضات التي سفك دمها بدمٍ أقل ما يقال أنه بارد ?,ومن منا لا يذکر أحلام التي قتلت علی ما قيل من أجل الشرف واحتسی قاتلها الشاي فوق جثتها ?,نيبال الطفلة أيضاً إحدی هذه الصفحات من رواية الترويع والإرهاب المجتمعي لنقل هذا المصطلح إن جاز لنا التعبير ?.
صالح فتیً في مقتبل ربيع العمر الثاني ,وربما ينتمي لفٸة الطفولة أکثر من مرحلة الرجولة ,خرج أٓمناً لجلب الخبز لأمه وأسرته ,تم اقتياده من قبل قطيعٍ من الشوارعجية إن صح القول وقد فعلوا ما فعلوا من جريمتهم النکراء ,وحين نقول قطيع فقد أجمعت الروايات أنهم بحدود أحد عشر شخصاً ,أي بما معناه ,أحد عشر غريزة للفتك والافتراس مع غياب أحد عشر قلباً ومثلها ضميراً وکذلك غياب إحدی عشر إنسانية !,
وفي مناسبة الحديث هذا ,فقد تواصلت معي قبل ستة أشهرٍ تقريباً إمرأة روت لي قصتها الموجعة والمروعة ,فهي ضحية أب بلا قلبٍ ولا قيم ولا ضمير ,تزوج بعد وفاة أمها من إمرأة لا تقل سوءاً عن حاله ,وصل الأمر إلی حد أن هذا الأب قام أکثر من مرة هو وزوجته بتسليط مجموعة من الزعران والديونجية ومتعاطي المخدرات , فقاموا بتکسير مواسير الماء وسرقة عداد الماء ولقنوها أعتی دروس الترويع والذعر من أجل إجبارها قسراً علی ترك الشقة والتنازل بها لوالدها لبيعها وهو الذي ترکها ذات يوم تقاسي عملية إزالة الرحم لولا جيران لها کانوا ذوي قلوب رحيمة معها حتی تماثلت للشفاء .
روت لي هذه المرأة أن والدها يتعمد بتأجير عاٸلة تتاجر بالممنوعات بالمجان دون أخذ أجرة منهم لقاء تطفيشهم لفلذة ۣکبده وعرضه ورحمه التي قذفها موج الأيام الباٸس علی شواطیء القسوة والرعب والحرمان ,وأکثر من ذلك روت لي بأنها لم تدخر جهداً للمرکز الأمني والحاکم الإداري اللذان فشلا في ردع هذا الأب البٸيس أو مجرد تفکيك أدوات إرهابه الاجتماعية لابنته .
ولو قمنا بتحليل الموقف وتصنيفه إلی بانوراما الإرهاب المجتمعي لمعادلة رباعية الأطراف , سنجد الفاعل والضحية والجرم کمعطيات ثلاثية لوجدنا المفقود الرابع ألا وهو أداة الردع لهذه الحالة التي باتت تشکل ظاهرة وتأخذ منحنیً ٛخطيراً جداً للغاية في بلد لا زالت قبضة الأمن بأعتی قوتها يدعمها الوعي للجتمع المثقف الذي يرفض مثل هذه التصرفات .
جراٸم تکررت في سردية أحداث کلٍ منها کانت أکثر ترويعاً وأعقد تطوراً ,ولکن ما مصاٸر هٶٛلاء وما هو الرادع لغيرهم ممن لا يختلفون عنهم ولا زالوا يعيشون بيننا من البلطجية وأرباب السوابق أحراراً طلقاء ?,هل نحن أمام تحدٍ بات کبيراً إن لم يتم التعامل معه سيصبح الأکبر والأعتی والأخطر من کل منظوماتنا العدلية ?,فهل بات القانون أضعف من ساطور هٶلاء ومشارطهم ?,أم أن سياسة الحکام الإداريين بحاحة لإعادة نظر شاملة وأکثر ترکيزاً ?,أم أن القضاء العشاٸري أيضاً في التعامل مع هکذا قصص بحاجة لتقييم مرحلي مواکب للحدث ونتاٸج هذا الحدث وانعکاساته علی المجتمع ?.
هل سيصبح صالح فتی الزرقاء أيقونة الصحوة للضابطة العدلية وإعطاء الحکام صلاحيات مطلقة بلا حدود لمثل هٶلاء وکذلك منحنی في مراجعة شمولية التقاليد العمياء للعادات العشاٸرية فيما يخص هذه القضايا بالذات وعدم التماس العفو وتبريد الموقف العام لقضايا هزت الوجدان قبل الجسد ?.
کل ذلك إن لم يتواءم مع مراجعة شاملة بل إعادة صياغة لقانون العقوبات الرادعة وتغليظ العقوبة وإلغاء بند الأسباب المخففة لاقتراف الجريمة وظروفها التي باتت تلقي بثقل ظلالها علی الفرد والأسرة والمجتمع ومٶسسات الدولة والوطن برمتهن .
في معادلة ارتفاع التكلفة بكل أبعادها الجسدية والنفسية والمجتمعية والمٶسسية علينا کمجتمع عقاٸدي قبلي ذو قيم صالحة ,فلا بد من العمل الجاد علی خفض هذه الفاتورة التي يروسونها هٶلاء الشوارعجية والبلطجية كل حين بإحدی فلذات أکبادنا دون باقي ,ويفتکون کل يوم بشاردةٍ لا يلقي ٛلها المجتمع بالاً,بل يبطشون بروحٍ مسالمة وادعة يأتيها رزقها بإذن ربها کل حين,ونخشی ما نخشاه أن تصبح ظاهرة الإرهاب المحتمعي سرطاناً سيفتك بأبعد من الإثنين الجريح للزرقاء المکلومة بالأمس !.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى