كيف نفهم ما يجري في السعودية أردنياً؟
عمر عياصرة
الرياض مهمة لنا، لا نستطيع تجاهل ما يجري فيها من تطورات، صحيح انه شأن داخلي في بعضها، الا ان تداعياته ومآلاته يجب ان تسترعي انتباه الاردن للتعامل معه.
من يحكم السعودية رجل صلب، لا يتردد، حازم، خياراته الداخلية والخارجية معلنة وواضحة، كما انه لم يعد من طينة اولئك الحكام السعوديين المحافظين.
من هنا يجب ان تدرك طبقة الحكم في الاردن اننا امام واقع سعودي جديد، واننا بحاجة لفهم الرجل، وتوقع مواقفه تجاهنا، ومن ثم العمل على تقدير الموقف وبناء خارطة ذهنية لسلوكنا الصحيح تجاه افكاره ومشاريعه الاقليمية والداخلية.
يصعب علينا تقييم سياسته الجديدة، فهي خاضعة لكل الاحتمالات، فقد تكون قفزة في الهواء، وقد ينجم عنها – من جهة اخرى – دولة سعودية قوية ومركزية نستفيد منها جميعا.
انا شخصيا حريص على تنامي القوة السعودية في المنطقة، ويقلقني ان يطلق على عاصمتها صاروخا من اي كان، ويسعدني انها قررت مزاحمة ايران في المنطقة، لكن بالمقابل يؤلمني ما يسربه الاعلام الصهيوني من اخبار عن علاقات وزيارات مع تل ابيب، واتمنى ان لا يكون صحيحا.
الاردن، اليوم او غدا، سيكون مدعواً للتفاعل مع السعودية الجديدة، لن تدعنا الرياض دون دعوة للانضمام لحلفها الذي سيواجه ايران في ساحات مختلفة وبعضها قريب منا.
السعودية الجديدة بعلاقاتها التنسيقة المرتفعة السخونة مع ترامب، لن تكون بعيدة ايضا عن الملف الفلسطيني، وهنا نحن مطالبون بصياغة لغة خاصة بنا للتعامل مع هذا التطور.
محمد بن سلمان، لا يعرف المزاح في القضية الاقتصادية، 2030 انعطافة من دولة الريع الى دولة الرأسمال والضرائب، وهذا سيمس عمالتنا، وقد تكون هذه الانعطافة اكثر فائدة او اقل، لكن المهم ان نستعد لها ونفكر تجاهها بعمق وروية.
ما ننصح به، اننا بحاجة لخلية ازمة تحاول فهم السعودية الجديدة، فالاكتفاء بانطباعات الحلقة الضيقة لا يكفي، فبيكار الفهم والرأي يجب توسيعه حتى نفهم ونقرر ما يتناسب مع مصلحة البلد.
