زمن التّردي / أحمد المثاني

زمن التّردي
لماذا تغيّر طعم التّفاح .. مقطع فيديو لعلكم أو بعضكم شاهده ، يتحدث و بالصّورة عن الحياة و الأشياء بين الأمس و اليوم .. عن البساطة و الدفء في علاقات الناس ببعضها ، و عن القناعة و بساطة العيش ، و عن ” نكهة ” الحياة اللذيذة قبل
أن تصبح ” اسانسات ” اصطناعيّة !!
حتى بالمعنى الحرفي لما حدث من تغيّر و تغيير ..
أنظر اليوم ، فما عاد الناس هم اؤلئك الناس و لا الأصحاب هم الأصحاب .. و لا
الحارة هي تلك الحارة .. يا تُرى ما الذي
حدث حتى كادت تقتلعنا من حقيقتنا هذه
العواصف من التغريب و التقليد .. و من اللهاث و راء الامتلاك و الاستحواذ ، حدَّ
الجشع و الطّمع .. و قد انقلبت القيم و المعايير .. و طفت على السطح عادات و مظاهر من النّفاق و المجاملات الكاذبة ..
و شهدنا إعلاء مقام الجهلاء إذ اغتنوا
و ابتنوا القصور .. و اقتنوا السيّارات
الفارهة .. و تقدم الصفوف أراذل من
الناس على حساب الكرام ذوي المروءات
ماذا جرى حتى أصبح كلّ شيء في
حياتنا مستهلكاً و رديئاً .. بما يشبه صناعة
الرّخص الصّينيّة .. حتى ذوقنا العام لم
يسلم من الفساد ..
انظر إلى آداب الماضي و فنونه و ثقافته
و احزن على ما نحن فيه اليوم ..
أدب سخيف ، ليس فيه أصالة و لا إبداع
و انظر و استمع لفنون الأداء و الغناء و ابكِ
على ذاك الزمان .. يوم كان للكلمة الشعريّة و الغنائية رونقها و جمالها .. و جمال أدائها
و غنائها .. اليوم فن هابط و فنانون مثل
الفطر .. ينبتون دون جذور ..
اذكر أن أحد المطربين الشعبيين لم تكن
الاذاعات تنزل الى مستواه الهابط .. و إذا
به اليوم من ألمع النجوم .. و استمر يغنّي
و هو صاحب أغنية : الطشت ألي أومي استحمي .. و هذا مطرب يعتزل المكواة و يطربنا بلازمة هيييييه هييييه و كان يكره
اسرائيل . و ذاك مطرب بالخير ، يلبس
ساعتين و يتصابى .. أما الفنانات فاعتذر
عن الحديث عنهن .. فبين الكثير منهن و
الستر و الحياء خصومات .. !!
ماذا حدث لنا .. أفراحنا اصبحت بهرجة
و نفاقاً و تظاهراً .. فيها كلّ شيء إلا الفرح
الحقيقي .. الزواج مراسم و قيود ..
و اشتراطات و مزايدات .. و غالباً ما
يظلل مهدّداً بالطلاق .. و لو على أتفه الأسباب .. على تغريدة أو لون فستان أو لون سيّارة العروس .. و كم من زواج
انتهى قبل أن يبدأ . . !!!
و عن مناسبات الاتراح ايضاً ، حدّث و لا حرج .. كرنفالات و تكاليف و مظاهر
و حزن مصطنع .. يختفي تحت صوت
القهقهات و أحاديث السمسرة و البيع
و الشراء ..
بعد هذا ، نقول لماذا تغيّر طعم التّفاح
إنّه زمن القشور الزائفة .. إنّه زمن التّردي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى