أدعية مزمنة

#أدعية_مزمنة

سواليف الإخباري / أحمد حسن الزعبي
مقال الإثنين 5 / 6 / 2023

تسع سنوات على #الغياب ، تسع سنواتِ وعيناي ما تزالان ترقبان الباب ، أقول في نفسي قد تكونين في مراجعة طبية وتأخّر الطبيب قليلاً، أو ربما كان طابور المراجعين طويلاً ، لكنّك ستعودين ، أطمئن نفسي بأني سأسمع حالاً #صرير_البوابة ، وأطرب عند قدومك لارتجاف الحديد ، سأراقب رجوع السيّارة الى الخلف ، وعند التوقّف تماماً كيف كان يطلّ “الباكور” قبل قدميك ،فيهرع الأولاد ركضا إليك ..كيس الدواء والعكّاز و”المسبحة” وموعد مراجعة جديد ، هذه “غنيمة الغياب”..تسع سنواتٍ وأنا أضع يدي على خدّي..أرقب انتهاء المراجعة ،أرقب التعرق الطفيف فوق الجبين ، أرقب الكتابة على #الأدوية الجديدة #المزمنة كم مرة في النهار ،وكم مرة عند اللزوم..تسع سنوات وعيناي ما تزالان ترقبان الباب..تسع سنوات هُزم القلب فيهما واشتعل الرأس وشاب..
**
برغم الغياب الطويل.. لا شعورياً ما زلت أدعو عند السجود نفس الدعاء الذي أدعوه منذ ثلاثين سنة و يزيد ” يا رب تطوّل عمر أمي وترحم أبوي”..وبرغم رحيلها عن الدنيا منذ تسع سنين ما زال الدعاء لها بطول العمر ينزل تلقائياً “بالأدعية المزمنة”..أبتسم وأنا ساجد وأصحح دعائي من جديد “ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا”..عقلي ما زال يضعها على رأس قائمة الأحياء في “الأدعية المزمنة” فهو يدعو لها بطول العمر ولساني يردّد ذلك بكل رضا..
أرفع رأسي من السجود، وانظر نظرة المشتاق إلى الباب ..أقول في نفسي: “ليتها في مراجعة طبية وتعود”..

#احمد_حسن_الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى