سباق عالمي لإنتاج طائرات ركاب تجارية بسرعة تخترق حاجز الصوت

سواليف

دخل العالم في حالة من السباق من أجل الوصول إلى إنتاج طائرات ركاب تجارية تتفوق في سرعتها على الصوت، وهو ما سيُحدث ثورة عالمية في مجال النقل الجوي، ويجعل الوصول من أي مكان إلى مكان في الكرة الأرضية يحدث في اليوم نفسه مهما بلغت المسافة وفي مدة زمنية قياسية.
وتمضي العديد من الشركات في العالم حالياً نحو تطوير طائرات تجارية تخترق حاجز الصوت، فيما بدأت بعض الشركات فعلاً بعمليات تجربة وصناعة طائرات بهذه المواصفات، إذ يتوقع أن ترى النور خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفي أحدث الجهود التي تصب في هذا المجال، قدمت شركة يابانية استثماراً بقيمة 10 ملايين دولار لشركة أمريكية بغرض المساهمة في تطوير طائرة ركاب فائقة السرعة تتخطى سرعة الصوت.
وقالت تقارير إعلامية إن شركة الخطوط اليابانية استثمرت في شركة «بوم» الأمريكية، وأبدت استعدادها لأن تقتني 20 طائرة من الطراز.
وسبق لشركة «بوم» أن تلقت 76 طلبية لصناعة طائرات لا يتجاوز عدد المقاعد في الواحدة منها 55 مقعداً فقط لكنها ستكون قادرة على قطع المسافة بين لندن ونيويورك في ثلاث ساعات وربع فقط.
ومن المرتقب أن تشرع الطائرات الفائقة السرعة في الخدمة، في أواسط 2020 وستطير بسرعة تفوق «الكونكورد» بـ 10 في المئة.
وبالرغم من تفاؤل الكثيرين بصناعة طائرات ركاب تتجاوز سرعة الصوت، إلا أن خبراء في الطيران يبدون شكوكا في نجاعتها.
وسبق لسلطات الطيران في الولايات المتحدة أن حظرت عام 1973 رحلات الطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت، بسبب ما تحدثه من موجات صادمة.
وتؤكد «بوم» أن الهدير في طائرتها المرتقبة، سيكون أكثر هدوءا بثلاثين مرة مقارنة مع الكونكورد، كما أن أسعار تذاكرها ستكون أفضل مما هو متاح حاليا، بالنظر إلى استهلاكها كميات أقل من الوقود.
في هذه الأثناء فان وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» تخطط للعمل اعتباراً من العام المقبل 2018 على ابتكار وإنتاج طائرات ركاب تخترق سرعتها حاجز الصوت، على أنَّ الوكالة الأمريكية تطمح أن تصبح هذه الطائرات في الخدمة اعتباراً من العام 2021.
وحسب المعلومات التي كشفت عنها «ناسا» قبل شهور فانها ستبرم تعاقداً من أجل إنتاج هذه الطائرات في بدايات العام المقبل 2018 أي أن العمل على إنتاج هذه الطائرات الخارقة سيبدأ اعتباراً من العام المقبل.
ومن المعروف أن الطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت موجودة حالياً في العالم لكنها لا تستخدم لنقل الركاب ولا للأغراض التجارية، كما لا توجد أصلاً حتى الآن أي شركة حاولت إنتاج طائرات ركاب تجارية تكسر حاجز الصوت، إذ يقتصر هذا النوع من الطائرات على الاستخدامات العسكرية والفضائية فقط.
وكشفت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير مفصل أن شركة الفضاء الأمريكية المعروفة «لوكهيد مارتن» بدأت تعمل بالفعل على تصميم طائرة ركاب تجارية تخترق حاجز الصوت وتأمل أن تتحرك قريباً من أجل البدء بتنفذ المشروع، إلا أن «ناسا» فتحت الباب أمام الشركات الأخرى المتخصصة في هذا المجال من أجل تقديم اقتراحاتها وتصوراتها وتصاميمها حتى يتم اعتماد المشروع والبدء فيه.
في غضون ذلك، أعلنت شركة «فيرجن» البريطانية المعروفة العام الماضي عن ابتكار طائرة ركاب تفوق سرعة الصوت وقالت إنها قادرة على نقل المسافرين من لندن إلى نيويورك خلال مدة لا تتجاوز ثلاث ساعات ونصف، بدلاً من ثماني ساعات.
أما أهم ما يميز طائرة «فيرجن» الجديدة فهو أنها منخفضة التكلفة نسبياً، حيث أن تذكرة السفر فيها من لندن إلى نيويورك قد تصل إلى 5 آلاف دولار فقط، وذلك على الرغم من أن الطائرة صغيرة الحجم وتضم 40 راكباً فقط.
وتحلق الطائرة بسرعة 2335 كيلومترا في الساعة، وهي أسرع من الكونكورد بنسبة 10 في المئة، و2.6 مرات من الطائرات التقليدية الحالية.
وهناك العديد من المحاولات الأكثر طموحاً أيضاً في هذا المجال، حيث كشف مصممان متخصصان في صناعة الطيران مؤخراً عن طائرة جديدة من المفترض أن تصل سرعتها عشرة أضعاف سرعة الصوت، وهو ما يعني أن لديها القدرة على السفر من لندن إلى نيويورك خلال 30 دقيقة فقط، لكن هذه الطائرة لا تزال مجرد نموذج أو تصميم أولي ولا يتوقع أن يرى النور قريباً كما هو حال الطائرة الجديدة ذات الأربعين راكباً.
وكشف المصممان تشارلز بمباردر وراي ماتيسون عن طائرة جديدة أطلقا عليها اسم (Skreemr) قالا إن سرعتها تتفوق على سرعة الصوت بعشرة أضعاف، وتتضمن أربعة أجنحة وصاروخين كبيرين، وهو ما يتيح لها الانطلاق من الأرض إلى السماء بسرعة فائقة، ومن ثم الاستمرار في الطيران بسرعة قياسية عالية جداً، مع القدرة على حمل الركاب بحيث تكون طائرة تجارية عادية للركاب.
وحسب التفاصيل التي نشرتها وسائل إعلام غربية فان الصاروخين اللذين يلتصقان بالطائرة لديهما القدرة على الانطلاق بسرعة «4 ماخ» أي أربعة أضعاف سرعة الصوت، ومن ثم تتسارع خلال التحليق في الجو لتصل سرعتها إلى «10 ماخ» أي عشرة أضعاف سرعة الصوت.
ويقول المصممان إن الطائرة الجديدة التي لم تدخل حيز التنفيذ والإنتاج الفعلي حتى الآن، يمكن أن يتم استخدامها لأغراض تجارية أو عسكرية، على أن سرعتها القصوى – حسب المخطط – تصل إلى 7673 ميلا في الساعة.
يشار إلى أن الرحلة التجارية العادية تستغرق بين لندن إلى نيويورك حالياً بين ثماني إلى تسع ساعات، لكن حركة الرحلات بين لندن ونيويورك تعتبر الأنشط في العالم حالياً، حيث توجد نحو 30 رحلة طيران تجارية يومياً تربط بين العاصمة البريطانية، والمدينة الأمريكية الأهم نيويورك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى