و هل من رجل يطير بساقيه؟ / د . فدوى أحمد العلاونة

و هل من رجل يطير بساقيه؟
و ما من طائر الا و يطير بجناحيه و ما من رجل الا و يسير بقدميه، تحملان ساقيه و ظهره و ذراعيه ، تسعيان في هذه الحياة ضربا في الارض ، بحثا عن الرزق في المال و الاهل و الولد .
لم ارَ قطّ رجلا يطير بساقيه فوق قدميه ، يودعان ذراعين شريفتين ، لا تعرفان سؤال حاجة بل تصنعان من الحاجة اختراعا ، ليس ابتكارا علميا و لا سبقا صحفيا بل كرامة عز و عفة ، تلوحان بخرقة بالية في لونها ، معبقة برائحة الرجولة و المروءة ، يتصبب العرق من بين الانامل التي تحملها و لا تجد فيه ضيرا بل عزما و عطاءا يليقان بفارس وصل الثرا بالثريا

هناك على التراب الطاهر ، وُلِدَ فحَمَلَ اسما حنيفا ، تربى ، لها و لعب و كَبُرَ ، عرف ان راسه لم يُخْلَق في الاعلى عبثا ، فابقاه صامدا شامخا ، مبتور الطرفين موصول الجبين ، امتطى جوادا بعجلات و قفز اروع من بهلوان في المهرجانات ، مسح السيارات ليس ليعيش فقط بل ليعيل ، لم يكن ذا حاجة خاصة بل كان ذا همة خاصة ، لم توهنها ضربة من عدو غاصب و لم تقتلها الدبابات و البنادق .
وضع خرقته البالية جانبا وودعها ، و حمل راية الثرى الذي اليه الحبيب المصطفى اسرى ، لا يهمه ان كان زاحفا بدل ان يكون واقفا ، فذراعيه تحمل شرفا و لسانه بالحق كان ناطقا ، نادى فاذعر جبانا ، صاح فافزع ظالما ، هتف فاضرموا فيه نارا اوقدت منه الثريا و ارتقت روحه الى السماء العليا

**في رثاء الشهيد ابراهيم ابو ثريا رحمه الله و تقبله و اسكنه في عليين

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى