عبّي الباغه يا ولد / مصطفى الشبول

عبّي الباغه يا ولد

أبو مطلق زلمه طول عمره اجتماعي وبشارك أهل القرية بكل المناسبات( فرح وترح وطهور ونجاح …) …ولما سمع انه احد رجالات القرية رشّح نفسه للنيابة أخذ ابنه مطلق معه وراح على بيت المرشح… ولما وصل قال لمطلق :عبّي الباغه يا ولد … وطخّ وقوّس مخزن طلاق إشارة للتأييد والمؤازرة …ولما نجح ابن البلد بالنيابة أبو مطلق رقص ودبك.. وكل شوي يحكي لمطلق : عبّي الباغه يا ولد ، ويطّخ ويقوّس فرحه بالنجاح…ولما سمع انه ابن القرية المجاورة صار وزير اخذ مطلق معه للتهنئة وطخ وقوّس للوزير…
طبعاً مطلق شاب عمره فوق الخمس وعشرين سنة وما حالفه الحظ بالدراسة لكن معه رخصة سواقة محوريين ومش عارف يلاقي وظيفة ، وأبوه بدور له واسطة مشان يحطوه بأي شغله ، لكن هالمسكين مطلق مش زابطه معه الأمور ….رئيس البلدية اللي نجح من سنتين واللي أبو مطلق طخّ وقوّس بنجاحه عشرين باغه ..واللي كان على أساس يحط مطلق سائق بالبلدية عيّن قرابته بدل مطلق … وابن البلد اللي نجح بالنيابة خلّص الأربع سنوات وهو يوعد مطلق وأبوه بوظيفة ( اليوم وبكرا.. وبعد أسبوع.. ولما تتصدق الموازنة.. ولما يرجع الوزير الفلاني من السفر….) ، وظل أبو مطلق داير بمطلق على المسؤولين والنواب ( وعلى عبّي الباغه يا ولد ) مشان وظيفة لمطلق لكن ما في باليد حيله ..كله وعود كاذبة . وخسر ابو مطلق رصاص وفشك، بسعرهن بفتح مشروع صغير لمطلق أو بشتري باص (كيا) يشتغل عليه مطلق طلبات …لكن شو بدك تعمل ..هذا اللي صار.
فنقول لنوابنا الأفاضل ولأي مسؤول يعيش بيننا بأن المواطن المسكين لا يطلب منكم المستحيل ولا يطلب بأن تمسكوا السيوف للحكومة ولا أن تعملوا من البحور مقاثي ..كل ما يريدوه منكم أشياء بسيطة مثل إعفاء طبي لمريض محتاج وفقير، ووظائف بسيطة على قد الحال ما بدهم لا سفير ولا قنصل… كما يحب هذا المواطن أن تكونوا معهم و بينهم في السراء والضراء…
والشيء الأهم والخطير الذي نريده منكم هو عدم التدخل والتوسط لتجار المخدرات ومروجيها ( حتى لو كانوا أقرب الناس لكم ) لأنكم إذا وقفتم معهم، سوف تكونوا شركائهم بهذا الجرم وبهذه الآفة الخطيرة التي انتشرت بكثرة في قرانا وبلداتنا وبين أيادي أبنائنا…( فمن أستغل وسيلة في باطل أراه الله قبحها بحق)
والمشكلة بكرا لما يطلعوا مروجي المخدرات من السجون بتروح الناس تهني بالسلامة … وعلى قول ابو مطلق: عبّي الباغه يا ولد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى