قيام .. جلوس
.. مما تحتفظ به الذاكرة و التي أصبحت تناشدني مزيدا من B12 .. أننا حينما كنا تلاميذا صغارا .. و حين كنا نذهب للمدرسة و لمّا نغسل الغبش و القذى عن عيوننا .. فقد كنا نذهب مكرهين ، و قد تم حشرنا في صفوف صغيرة .. ليس فيها ما يبعث على الطمأنينة ! لا بل كانت عصا المعلم تبعث فينا الرعب .. و نحن نرى
عجز صبره عن احتمال شقاوة أطفال ،
مازالت أصواتهم و زعيقهم عاليا .. و ما زالت عظامهم غضّة .. بالمجمل كنا نجلس مذعورين .. و قامة المعلم و يده و عصاه فوق رؤوسنا ..
بالأمس ، كان المعلم ” الأصهب” يدخل قاعة الدرس ، ليملي و يخطب ، و يشرح . . و كان يراوح بين ترغيب بكلام مبطن .. و هو يخفي عصاه الغليظة .. و كان التلاميذ قد حشروا في قاعة الدرس .. و هي أوسع من قاعات درسنا .. و قد جيىء بهم من مختلف المدائن و القرى و العواصم ..
كنت اتفرس بوجوه التلاميذ ، فألمح فيهم خوفا داخليا .. و رعبا من هذا المعلم الجديد
الذي سبقته سمعته .. عصبي ، بارع ، قوي
يحمل وعودا في حقيبته .. و لكن يلوح بأنه لن تنجوا و تنجحوا أيها التلاميذ .. إلا إذا
أدرتم وجهكم نحو هذا العدو .. و هو الغول
الذي سيبتلعكم .. و عليكم ان تنسوا عدوا
لكم .. طالما تعاركتم معه .. و زعمتم
– ظلما!! – أنه سرق منكم ما سرق ..
فعدوكم شطر المشرق .. لا شطر المغرب !!
فولوا وجوهكم هناك .. و انسوا دروس التاريخ .. و معلّم التاريخ !!!
و أنا لن أخذلكم ،، و لكن أنتم من ستنالون شرف القتال و شرف الشهادة .. و أنا دوري أن اوقع لكم على هذه الشهادة ..!!
فاهمين .. الدرس يا شاطرين ..
الآن بامكانكم أن تشتروا كل ما في
المقصف .. من مول : يو – اس – ايه
قيام… جلوس… .