أردوغان يبقي الأزمة مفتوحة / عمر عياصرة

أردوغان يبقي الأزمة مفتوحة
على خلاف توقعات ورغائب الناس، جاءت كلمة الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، امام حزبه وكتلته البرلمانية، غير حاسمة، طرحت الاسئلة، وابقت الازمة مفتوحة.
وعلى ما يبدو ان الدولة التركية لا ترغب بإغلاق ملفات ما جرى في القنصلية، بل تسعى لشراء الوقت، وتراوغ، وترغب بتحقيق فوائد لا تقل عن ازاحة المسؤولين عن توتير العلاقة بين الرياض وانقرة.
اردوغان طرح اسئلة اكثر من تقديمه اجابات، لكن في ما بين سطور كلماته، كمنت، رسائل يجب قراءتها بتمعن، فما قاله كان سياسيا اكثر منه قانونيا.
من جهة اوضح اردوغان ان جريمة قتل خاشقجي لم تكن جنائية ناجمة عن حادثة، بل اعلنها بوضوح انها جريمة سياسية، فيها من نفذ، وفيها من قرر، وفيها الغطاء السياسي.
ايضا، حاول اردوغان ان لا يصطدم بالسعودية، وان لا ينعطف بعناوين الازمة نحو «صراع تركي سعودي»، لذلك تراه كال المديح للملك سلمان فقط دون غيره.
والاهم، ان الرئيس التركي فاجأنا بطلب غريب، عنوانه تشكيل لجنة تحقيق ثالثة دولية، وهنا، افهم انه يملك الادلة ولكنه يرغب بجهة اخرى تقدمها للعلن، فتصبغها بالمصداقية، وتنزع عنها اشكالية ثنائية المناكفة التركية السعودية.
ما لفت نظر الجميع غياب جثة الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي عن المشهد، بل اكتفى اردوغان بالقول ان ثمة وحشية مورست في قتله.
وانا اعتقد ان جثة الرجل في عهدة الاتراك، ولكنهم لن يظهروها للعلن الا في توقيت سياسي يريدونه هم ويتناسب مع طريقة ادارتهم لأزمة القنصلية.
المحصلة ان اردوغان ابقى الباب مشرعا لكل الاحتمالات، واعلن استمرار استراتيجية التسريبات وتفوقها على منطق الاعلان عن كل شيء.
ويمكننا القول ان الرياض لا زالت تحت الضغط والابتزاز، وانها معنية باتخاذ قرار يوضح الحقائق، وينحي الضغوطات، لو كان ذلك على حساب قرارات مؤلمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى