اتفاقية الغاز الصهيوني .. يوقعونها ثم يهددون المواطن بعواقب إلغائها

سواليف – فادية مقدادي

قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، إن إلغاء اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني، سيكلف الأردن خسائر تصل إلى مليار ونصف دولار.
وأضافت زواتي بتصريحات لبرنامج نبض البلد على شاشة قناة رؤيا، أن إلغاء هذه الاتفاقية سيكلف الأردن مبالغ طائلة جدا، وسيتحملها المواطن.
وأكدت زواتي أن اتفاقية الغاز هي بعهدة مجلس النواب الآن.

هذه تصريحات وزيرة الطاقة حول اتفاقية الغاز الصهيوني التي باتت أمرا واقعا رغم الاعتراضات والاحتجاجات الشعبية منذ الإعلان عنها ، وحتى بعد البدء بتنفيذ مشروع تمديد أنابيب الغاز عبر أراضي الأردنيين ، واستملاكات الأراضي التي أقرّها مجلس الوزراء للأراضي التي سيمر عبرها خط الغاز ، وما رافق ذلك من اعتصامات ووقفات احتجاجية ، ووقوف مواطنين في وجه الشركات المنفذة لعطاءات المشروع في عدة مناطق من الأردن .

رغم كل ذلك ، فالمشروع يتم تنفيذه بعد أن تم توقيع الاتفاقية ، وبأسعار تقصم ظهر الوطن والمواطن لعقود ، وكل ذلك لحساب العدو الصهيوني .
يتم توقيع الاتفاقية ثم يتم إرسالها الى مجلس النواب للاطلاع عليها ، بعدما صارت أمرا واقعا ، والمواطن يعلم علم اليقين أن مجلس النواب حتى لو ناقشها واطلع عليها قبل التوقيع فلن يغير من الأمر الواقع شيئا ، فهي اتفاقية مفروضة على الوطن والمواطن والنواب ، لذا لا يحق للوزيرة زواتي أن تقول الآن أن الاتفاقية في عهدة مجلس النواب .

اتفاقية تم توقيعها رغم ما شابها من تساؤلات شعبية حول جدوى مثل هذه الاتفاقية الممتدة لسنوات وبتكلفة عالية تقدر ب 15 مليار دولار توضع في خزينة العدو الصهيوني ، فهل كان الأردن مضطرا لهذه الاتفاقية والتي وضعت مصير الطاقة الأردنية بيد العدو الصهيوني .؟ ليكون تصريح وزيرة الطاقة بأن إلغاء الاتفاقية سيكلف الأردن خسائر تصل إلى مليار ونصف دولار ، تهديد مباشر للمواطن أنك يا مواطن ستتحمل عواقبها ، وكأن المواطن هو من اتفق ووقع !!!!

نعيد السؤال من جديد … هل كان الأردن مضطرا لهذه الاتفاقية والتي وضعت مصير الطاقة الأردنية بيد العدو الصهيوني .؟
في تصريحات سابقة مؤرشفة لقناة بي بي سي ، صرح المعارض الأردني الدكتور سفيان التل أن الأردن لم يكن مضطرا لرهن مصير الطاقة الوطنية بيد العدو الصهيوني ، مضيفا أن الأردن لديه اربعة أو خمسة خيارات كلها أفضل وأرخص، من شراء غاز عربي مسروق من إسرائيل ،
و عدد التل تلك الخيارات فيقول إن على رأسها حقل الريشة الأردني للغاز، والذي لم تبد الدولة جدية في تطويره واستغلاله بسبب ضغوط خارجية ، ثم خيار الطاقة الشمسية ، حيث بين التل إن الأردن يتمتع بما لا يقل عن ثلاثمئة يوم مشمس جدا في العام، ولديه صحاري واسعة فلماذا لا يستغل هذه الطاقة خاصة مع انخفاض سعر انتاج الكهرباء منها، أما الخيار الثالث الذي يتحدث عنه التل، فهو الصخر الزيتي الذي يقول إن الأردن هو من أغنى دول العالم به، بينما لم تحاول الحكومة الاستفادة منه، واخيرا يتحدث التل عن خيار الطاقة الحرارية الكامنة في باطن الأرض، ويقول إن أخدود وادي الأردن ملئ بالينابيع الحارة، التي يمكن الاستفادة منها في توليد الطاقة لكن الحكومة لم تعمل على تطويرها.

وبشأن إمكان تأثير الاتفاقية على السيادة الأردنية، يقول التل إنه أمر مؤكد ويتساءل كيف يمكن أن تضع كل مطبخ أردني بيد إسرائيل، ونحن لدينا تجربة مرة عندما كان خط الغاز الذي يصلنا من مصر مرتبطا بنفس الخط الذي يغذي إسرائيل، وقد ضربت هذه الخطوط عشرات المرات حتى توقف الغاز، ويضيف التل أنه بغض النظر عن من الذي كان يفجر الخطوط ، فلا يوجد ضمان لعدم تفجير الخط الجديد القادم من إسرائيل سوى أن يكون الثوار من الأردن نفسها أو أن تقوم بذلك إسرائيل نفسها.
يوقعون الاتفاقية ثم يهددون المواطن بعواقب إلغائها ، وكما حصل في كثير من ملفات الفساد في الأردن والتي كلفت المواطن المليارات ، وما زال المواطن يعاني منها ، سيكون الوطن والمواطن أيضا هذه المرة جمل المحامل .
ونتساءل أخيرا … عن أي مشروع نهضة يتحدّث الرزاز والمواطن لا يستطيع أن يقف على قدميه وينهض ، حتى تطلب منه أن يسير معك ؟
عن أي نهضة يتحدث الرزاز ، ومصير طاقة الوطن بيد العدو .؟
عن أي نهضة يتحدث الرزاز ، والركن الأساس في مشروع النهوض ، يعاني من شلل رباعي ، فقر وجوع وفقدان ثقة بالمستقبل وخوف من المجهول ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى