الزعبي لسواليف: لهذه الأسباب لا نثق بتقرير “تشيزي” حول انقطاع الكهرباء

سواليف: غيث التل

لم تنقطع ردود الأفعال على انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق #المملكة وما تبعه من تصريحات حكومية منها ما صدر على لسان مدير عام شركة #الكهرباء الوطنية المهندس أمجد الرواشدة والتي وضع من خلالها عدة احتمالات لانقطاع التيار الكهربائي على خط الربط حيث أورد أمثلة عدة من بينها هبوط طائر كبير الحجم على الشبكة، بالإضافة إلى صدور قرار من #مجلس_الوزراء بتعيين شركة (تشيزي) لتحليل ما حدث خلال انقطاع التيار الكهربائي في الأردن قبل أيام.
الخبير في مجال الكهرباء والطاقة أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة اليرموك الدكتور محمد حسن الزعبي اعتبر أن تكليف شركة تشيزي لتحليل أسباب انقطاع التيار الكهربائي يحمل في طياته إيجابيات وسلبيات. ومن الإيجابيات أن شركة تشيزي تتعامل مع قطاع الكهرباء في الأردن منذ عشرات السنين وسبق لها أن تعاملت مع سلطة الكهرباء سابقاً ومع شركة الكهرباء الوطنية لاحقاً كما أن معلومات شبكة الكهرباء الأردنية ممثلة في برمجياتها متوفرة لدى الشركة وهذا سيقلل وقت إجراء الدراسة ويفترض أن يقلل التكلفة.
أما ما يحمله الموضوع من سلبية فهو أن احتكار قطاع الكهرباء والطاقة من قبل مؤسسات بعينها وتفردها بالقرار قد حرم الأردن من بناء نموذج وطني من الخبراء يكون جاهزاً لمعالجة المشاكل الكبرى ويزوده بما يحتاجه من برمجيات ومعلومات بكل شفافية وصدق.
ويتساءل الزعبي في حديثه لموقع سواليف: “لماذا أوصلتمونا إلى هذه المرحلة من الضعف والإقصاء بينما تعتمد على كفاءتنا كل دول الجوار؟ لقد مرت عشرات السنين ونحن نتغنى بالتطور وعند وقوع مشكلة كهذه نطلب العون من الخارج. إن المسئول الذي يسافر خارج بلده طلبا للعلاج فاشل لأنه لم يساهم في بناء مستشفى جيد في بلده”
ويكمل خبير الكهرباء والطاقة الأردني: كيف لي أن أصدق أن مبدأ الحيادية سيتم ضمانه وأن البيانات المعطاة والنتائج المنبثقة عن هذه الدراسة ستكون صادقة وصحيحة؟ من سيراجع التقرير ويعلق عليه أم أن صاحب القرار سيختار منه ما يؤيد فرضيته ويهمل بقيته. لا أدري أي ضوابط ستحكم هذه المسألة!
ويؤكد الزعبي في حديث لموقع سواليف أن الجميع يعتقدون بشكل كبير أن شركة (تشيزي) لن تناقش تقريرها مع مجلس النواب أو أمام الإعلام بل ستسلم تقريرها لوزارة الطاقة وشركة الكهرباء الوطنية التي ستقوم بتفسيره وقراءته وفق رؤيتها وهو الأمر الذي سيعيد الجميع إلى المربع الأول.
ويبين الزعبي أن حيادية التقرير الذي ستقدمه تشيزي ومصداقيته تتوجب الحصول على المعلومات الأولية عن الحدث ومناقشته وتفسيره من قبل خبراء محليين مستقلين وحياديين حتى تحقق الغاية من وجود هذه الشركة.
وأشار الخبير والأكاديمي الأردني أن تعيين شركة من خارج الأردن لهذه المهمة وعدم وجود فريق أردني متخصص هو ازدراء للخبرات الأردنية والتقليل من شأنها داخلياً وخارجياً ونحن نتكلم عن قطاع الطاقة الذي يزيد عمره عن 40 عاماً وهو امر لا منطقي وغير معقول.

وقياساً على الدراسات السابقة فقد بين الزعبي ن دراسة كهذه لن تقل تكلفتها عن 70 ألف دينار على اقل تقدير مؤكداً أن تجارب الخبراء والأكاديميين الأردنيين في السابق لبناء جسور للتعاون مع قطاع الطاقة وتشكيل نواة لفريق وطني كانت غير موفقة ولعل الجميع يعرف كيف يتم حجب المعلومات عن طلبة الماجستير والدكتوراه والأكاديميين الذي كانوا يقضون أسابيع وشهور يستجدونها من أصحاب القرار في هذا القطاع ولكن دون جدوى.

أما فيما يتعلق بالمثال الذي تم ذكره كسبب للعطل باحتمالية وجود جسم مثل طائر أو غيره يؤكد الزعبي أنه لا يتناسب مع الحدث لاسيما وأن أبعاد الأطوار في خطوط الضغط العالي 400 كيلوفولت هي كبيرة وعند ارتطام أي جسم غريب بها وعمل قصر داره تستجيب الحمايات الكهربائية وإذا كان الخط مزود بنظام إعادة الأقفال الاوتوماتيكي يتم إعادة تشغيل الخط بعد زمن يتراوح من 0.1 من الثانية إلى نصف ثانية. أما وقوف الطائر على الخط فلا أثر له لأنه لا يحدث فرق في الجهد كما هو متعارف عليه عند مهندسي الكهرباء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى