دعوة للتنفس / ختام الزغول

دعوة للتنفس
ثمّة رياح شماليّة باردة تلوح في الأفق
فهل فكّرتٓ للحظة ماذا سيفعل فقيرٌ جائع ينظر في اواني المؤونة الفارغة …و ينام ليلته الاخرى تلك على معدةٍ خاوية
ثمة تناغم ما بين صفير الريح و البرد القارص و الأواني الفارغة و الطفولة الحزينة .. تجعل من ليالي الشتاء لذلك الطفل الصغير قصةً توغل في أجزاءها الحزينة و لا تنتهي.
ماذا إن فتحت عينيكَ للحظة و رأيت ذلك الطفل الصغير يسكن قريبا من بيت جذورك، و ماذا إن كان يشاركك ملامح وجهك السمراء الطيبة و ماذا إن كان جارك او قريباً لك او إنسانا تشاركت معه في إنسانيتك المتعبة
هل ستصمت و تتمتم بكلمات لا تفهمها- حتى نفسك – ام انك ستشمّر عن ذراعيك و تفتح قلبك للخير المجبول في ثناياك
شمَّر عن قلبك يا اخي فثمة ارملةٍ تحتضن اطفالها كل ليلة و تروي لهم قصة بيت كبير دافئ و خبزٍ ساخن و ينامون الليلة تلو الليلة على ذات الوجع و ذات الجوع و ذات الحلم
و ثمّة طفل صغير قد تشققت يداه و قدماه من الشظف و من الريح
و لأنّ البرد سيعتريك برجفة يا بني و عظامك لن تقوى ان تتحمل زمهرير صقيع آتٍ بعد يوم او يومين
تداعى الخيّرون من بلدي ان يدفعوا عنك بعضا من الريح و ان يملأوا بعضا من خوابيك الفارغة عَلّ حلمك الصغير يرى بصيصاً من نور
كلنا مقصّرون يا صغيري و موائدنا فاضت و بتنا لا نقدر على التنفس من تراكم الأغطية فوقنا
و بتنا لا نجد أوكسجينا لأن الهواء لا يقبل ان نشاركك به و انتَ من أنت و نحن من نحن
اذا اردتم أكسجين هذا الصباح فتذكروا اخوانكم الجياع و البردى بلقمة .. بغطاء ، و بدعوة ….فأنتم احوج منهم الى رحمةٍ من ربكم تمدّكم ب أكسجينكم و أرواحكم

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى