زهرة الحب

زهرة الحب
يسارخصاونة

صغاراً كنّا حين اخترنا الزهرة الصفراء ذات الأوراق البيضاء لنختبر فيها الذي يحبنا ، كنا نقطف الأوراق البيضاء ونقول .. بيحبني ، بيحبنيش .. ونستمر بالقطف حتى آخر ورقة نقطفها ، ونقول بصوت مرتفع وبفرح كبير بيحبني ، لم ننتبه يومها أننا قد شوّهنا زهرة الشمس ، وأتلفنا تاجها الأبيض ، ليتنا سقيناها بأكفنا ماء لتبتسم ، وتخبرنا عن الحب بمفهومها الأسمى ، فهل كان علينا أن نفعل ذلك ، ونمارس العبث ، حتى نعرف ونتأكد أننا محبوبون عند من لا يدافع عن الزهر ، ونحلم أنه يٌحبنا ؟ اليوم ينتقل هذا الاختبار الملحمي العابث الى اصحاب القرار ، فهم يشوّهون الولاء والحب للوطن بمقياس ذات اللعبة ، فيجلسون على الكرسي ، ويعبثون بتاج الزهرة ، ويشوهون أوراقها ، ويمزقون أوراقنا البيضاء في كل مرة ، لكن الزهر يكشف زيفهم ، وحقيقتهم الصادمة ، فهم يكذبون ، ويغيرون الحقائق لسحق الشعوب ، غير أن الحب مثل الزهر لا يكذب ، وانفاس الشعب مثل العطر إذا سحق الزهر يبوح بأسراره ولا يكذب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى