يطير الحمام..نجط نحن (ابتهالات في محراب درويش)

[review]
-قهوتي أضحت يتيمة [ شديدة اليتم ] .
قهوته أضحت يتيمة [ شديدة اليتم ] .

-سقطَ اللازوردُ عن برجيَ العاجيّ .
سقطَ اللازوردُ عن برجهِ العاجيّ .

-انكسرَ النعشُ على جناح بياضيَ الشهيّ .
انكسرَ النعشُ ndash; أيضاً ndash; على جناح بياضهِ الشهيّ .

-تَغَوَّلَ شرودُ اللّحدِ في جسدي .
تَوَغَّلَ شرودُ اللَّحدِ في جسده .

-كم بتُّ وحدي !
كم بات وحدَه !!

يهبط بي الحزنُ ، وترتفع به نسوبةُ الملح في جَرحي المدميِّ بصمتي واحتراقي .. إرهابيٌ هذا الموتُ المسعورُndash; يا صديقيndash; وشائكةٌ دروبُ بنفسجِهِ الكابيةِ على وتدي ! تحاصرني تلك البسمة المزدانة بزهر اللوز المعتقة برتقالا وعشقا أوحدا..[ حاصر حصارك لا مفرُّ / أنت الآن حرٌّ.. و حرّ.. و حرُّ ] !

أخبرني : لماذا يرحلُ الشرفاء [ بغتة ] ؟ لماذا يستقيلُ الشعراءُ من تشكيلِ القافيةِ السرمديةِ وعَروضها؟ لماذا تغيب [ سبتا ] .. وأنت مجاز حلمنا وملحنا ؟ و لِمَ لَمْ تنتظرني ريثما أنهي طقوس رسائلي إلى نبضك لأعبر quot; خط النار العبثية quot; إليكَ وحدكْ؟

وما كنتَ ، أَيا حبيبُ، في الموتِ، وحدَكَ .. ما كنتَ وحدكْ ..

لوزُ الهويةِ ..
أرزُ المنفى ..
سنديانُ الغيابِ ..
زيتونُ الوطن ..
كستناءُ الحبِّ ..
لـكْ !

و نحن ndash; كما يليق بعشقنا ndash; نترجل عن زعتر الحصار والحوار والجدار والدوار لكْ . تفيضُ أنتَ أمام أغنيتكْ .. لنلهثَ نحنُ بثغاء الوجع الأخرس ، تقتلنا اللغةُ السوداء التي نجهشُ بها ، تسرقُ عطورَنا ، وجلودَنا، [ نسقطُ مضرجينَ ] بدم الصدى .. و رجعُ الدَّمعِ فينا نايٌ ومريم .. ! تسير الدروبُ هازئةً وتحجبها أحابيرُ الضباب النرجسيةِ !! وما من قافية مفيدة تزيح عنا أرقَ المعنى المتمترسِ خلف وهن الصور والذاكرات .. وما من ضادٍ ndash; كضادِكَ ndash; تختزلُ لنا في حبرها الوجع / الحياة !

أدرك أن أطوار الكلام معك غريبة حدّ الانفصام .. حدّ اللابكاء إذ لم يبق للبكاء وقت ! وأنت خطابنا الأكبر ومحاولتنا الأجمل، تعبُّ أرواحنا خدوش المعنى في أبديتك الحاضـرة مـلء غيابنا، وأنت تعـبُّ روحـك quot; سورة الرحمن من القرآن quot; ريثما ننهي بعض تأملنا في quot; جسد المكان quot; أو quot; نستنزف الاحتمالات quot; كلها في quot; عبثية اللاشيء يتبع ظله quot;.. والوقتُ يا حبيبُ شوكٌ و صبارٌ و قحطْ !!
وأدرك كذلك أن سيناريوهاتنا تفتقر إلى quot; فقه الحوارات quot; الأنيق الشهي الذي ما تعلمناه منك ، وما استطعنا بعد أن نضج بنشوة الغيم المحلّق في فضاء أفكارك الليلكية .. لذلك فأنت لا تموت .. لا تستطيع أن تموت.. إنما و كما يقول صديقي quot; تتسلل تحت عباءة الموت quot; لتهزنا فتوقظ صحونا الموؤد، وأنا .. ونحن .. لا نملكُ إلا أن نثملَ بحضورك ملء الممات quot;المرادف للحياةquot;، إذ يتسعُ أفقُ تعويذتنا المعتقةِ برائحة فجرك وعطر مريميتك، إذ لا يهمسُ آخري لآخري إلا بما تهمسُ أنـتَ لآخركَ وآخري، غيرَ أنيndash; وإن لم أعتذر إلا لأمك ndash; لا أغضُّ الطرفَ إلا عنكَ .. ليعودَ إليك.. أختلفُ معك على نون الوقايةِ من ترفي بنبيذِ قافيتـك .. ومن الفرار عن قبائلي / قبائلك .. فـ quot; تجلّى quot; … تجلّى في مرايانا الثكلى لنثأر من تردد الفتنةِ في سقفِ هذا الشفقِ الطاغي بحكمةِ الترابِ فوضويِّ الأسماء .

وأنت، الآن وكلَّ آن من كلِّ آن .. وكما تصف أنت .. تبقـى quot;التوازن بين ما يجبquot;؛ أما نحن فلا نستطيع إلا الحنين إلى خبز صوتك ووجودك المخصب بالحناء والعطر ..

quot; فنم يا حبيبي عليك ضفائر شعري
عليكَ السلامُ … عليكَ السلامْ quot;
علينا السلام !
———————
عهود عدنان نايلة