شماغنا مقلوب / عمر عياصرة

شماغنا مقلوب

بعد عملية الكرك، يحق لنا في الأردن أن نغضب، وان نحزن، وان نعلن قائلين للصبر حدود، وان الأردنيين تحملوا بما فيه الكفاية من الإرهابيين ومن تقصير بعض المسؤولين.
لكننا بالمقابل، قلناها سابقا، أيام عملية مخابرات البقعة، ومن بعدها في الركبان، وقبلها حين احرق الشهيد الكساسبة، قلناها واضحين أن الإرهاب سيضرب وعلينا أن نتوقع كل ذلك ونحذر له ونعد أمزجتنا الوطنية لمواجهته.
نعم، علينا أن ندرك أن داعش تحاضر في مناطق نفوذها، وان اخطر ما في مراحل الإرهاب هي لحظات نهايته، ويجب أن ندرك أن الذئاب المنفردة موجودة وستفاجئنا وعلينا أن نعد العدة لها.
تحت هذه المحاذير جاءت عملية الكرك، التي خسرنا فيها شهداء تسعة من بواسل الأمن والدرك، وسائحة أجنبية آمنة، لتعلن أن المواجهة مع الإرهاب مستمرة وان التكتيكات تحتاج الى مراجعة.
حسب المصادر الرسمية العصابة عددها أربعة!! قتلوا عشرة شهداء وجرحوا أكثر من ثلاثين.. احتموا بقلعة الكرك التي مساحتها 400 دونم، وهنا نطرح كثيرا من الأسئلة، فماذا سيقول رئيس الوزراء لأهالي الشهداء.
الوطن وترابه يستحق الشهادة والدماء، لكنه يستحق المحاسبة لمن تراخى ورفع كلفة المحذور، فأين استعدادات الدولة بعد عمليتي البقعة والركبان.
نعم لمزيد من التنبه والحيطة والحذر لان الإرهابيين في جعبتهم نيات اكبر من خيال بعض المسؤولين الذين يحرصون فقط على كمية الوقود في طائراتهم الخاصة.
لن نختلف على وطن، سنقف خلف الجيش والأمن والشهداء، فالدماء التي سالت تعلن من هم كبار البلد، نقف معا ضد الجراد الذي نهب بيادرنا، نقف ضد الجهلة والهمج والشذاذ.
قادم الأيام صعب، تحتاج الى الارتقاء بمستوى اللحظة، نحتاج الى مراجعات سريعة وفعالة، المجتمع اثبت كفاءته، أما شماغنا فسنلبسه بالمقلوب الى حين انجلاء الغمة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى