الحكي من الإبط .. .والسماع من الظهر .. الإعلام الحكومي إنموذجا.

الحكي من الإبط .. .والسماع من الظهر .. الإعلام الحكومي
إنموذجا.
ا.د حسين محادين

“عندما تفقد الكلمة دلالاتها الدقيقة تُصبح شكلاً من التسكع الصوتي- د.عبد الحميد محادين”.
(1)

  • سؤال ، هل بقيت ابجدية اللغة العربية المستقرة منذ قرون والتي درسناها بحروفها الثمانية والعشرين حرفا كما هي..؟ وهل هي ذاتها التي ترد في لغة السياسية الاعلامية المراوغة المعاني التي لم تعُد تُسمع ، والتي لم ننجح في فهمها او العيش معها او حتى انتظار اي تفسير منها كمتلقيين للأسف؛ الامر الذي يستلزم تغيير لغة وشخوص العديد من المتحدثين في وعن الهم الوطني العام بالنسبة للمواطنيين علنا نعدل نسب المتابعين للاعلام الحكومي الاردني..فهل نحن فاعلون..؟.
    (2)
    ترى؛ ماذا عن نسبة الفصاحة في حروف الابجديتين اللغوية والسياسية اللتان تُكوٍنان الكلمات؛
    وتبنيّان القناعات الوطنية؛ وتوجهان الرأي العام بواقع الوطن والتحديات التي يواجه كما يُفترض؛ أقصد كراصد ومحلل للخطاب الاعلامي الرسمي هنا، هل بقي حضور وتأثير لغتنا الاعلامية السابقة بمعانيها المشتركة التي عرفناها عبر الاجيال كما كانت ، وهي المتابعة حينها إذ كانت توصل لنا كمتابعين وبصورة نسبية المعاني والدلالات والانجازات والأغاني الوطنية المتراكمة وفق المعاني المُتفق عليها بسهولة وعمق ؛ وهل بقيت ككلمات واحاديث اعلامية محتفظة في معانيها التعبيرية القاطعة التي لا لبُس فيها اي لا تحمل اكثر من معنى مثل “لا للفساد، نعم لدولة القانون والمؤسسات وتعميق قيم المواطنة ” فهل بقيت كما هي بالنسبة للمواطن المتلقي منذ طفولته السياسية وحتى كهولته المعرفية في ظل عولمة الاتصالات ومشاعية المعارف والمعلومات؛ أم ذابت معانيها المحددة وغدت هلامية الشكل والوظائف ويصعب الامساك بمضامينها المعيارية المحددة في تعابير ومناهج مدارسنا وجامعاتنا واعلامنا ويومياتنا وسياساتنا التعبيرية الاشمل، وهل ما زالت كلماتنا تحمل حُرقة الحرف ووهج القصيدة الوطن اوجاعاً وامنيات لدى الجيل الحالي كمثال ولماذا حصل الاختلاف ؟ ام يا ترى خفتت امانينا افراداً ومجاميع نقابات واحزاب واخذت في الذبول ، ام انها ككلمات واحاديث اكبر قد تحولت الى مجرد رياضات تعبيرية هلامية الدلالات والمضامين تمر كلمع برق على شجرة حواسنا الجمعية ثم تُنسى كما يقول المواطن البسيط والمتابع؛ لهذا لم يعُد التواصل قائماً بين من يتحدث مِن إبطه في الامور العامة عبر وسائل التواصل والاعلام مع المواطن المتلقي المستهدف باحاديثه المملة، والذي بدأ كمتلقِ جراء فقدانه الثقة بجل الاحاديث الاعلامية والمتحدثين النمطيين ايضا بدأ يستمع لهم ولكن من ظهره ربما..؟.
    ( 3)
    عندما يستغفِل أي متحدث سياسي او اعلامي تبريري المتلقي – المتعلم والمتابع المتنور فعلا- بحديث تُشع منها هالة الضعف او التظليل والانحراف عن الحقائق العلمية والتحديات الحياتية الموجعة التي يعشيها هذا المتلقي او المتلقين لحظيا في يومياتهم، فكأن حديث الشخص الأول ينطلق من إبطه عِوضا عن فمه، بينما سيكون استماع المواطن من مكان اخر غير أُذنيه بالضرورة كما اجتهد..؟.
    ( 4)
    *عندما لا يجد المواطن – رغم كثرة تصريحات الحكوميين – فماً صادقاً مؤثرا في المتلقي من خلال طرحه، ووازن ايضا في لغته وادلته، ويبُين للمتلقي الحقائق، ومبررا بمهنية عالية التأثير للصعوبات الاقتصادية والوبائية بمصاحباتها الضاغطة على حياتنا بصورة متنامية والتي يعيشها المواطن ويصعب تجاهلها خصوصا خوفه من القادم الغامض بالنسبة له ، فذلك يعني ضمناً كما تشير العلوم السياسية والشواهد التاريخية؛ ان حديث بعض المسؤولين عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ،ما زال يخرج من الاِبط ربما، وليس من لسان واثق مدعم بالحقائق غير ذي عوج، لذا لم ولن ينجح هؤلاء المتحدثين اعلاميا للآن في طمأنة المواطنيين المستهدفين بالحديث وبالرسالة الاعلامية المراد ايصالها للجماهير في ظل تسارع الاحداث، وسيادة الاعلام التفاعلي واللحظي -غير الحكومي -على حواس الاردنيين المثقفين والمعرفون بنهمهم العارم واللافت لمتابعة كل الاحدات في الوطن والعالم وبكل لغات الارض محليا وعالميا..فماذا نحن فاعلون كرسميين على صعيد الخطاب الاعلامي المنشود والمُلح تغييره..فهل من مجيب يا ارننا الحبيب..؟.
    *عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
  • عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى