هل يمكن لدولة صغيرة أن تصمد أمام دولة كبيرة في الحرب ؟

هل يمكن لدولة #صغيرة أن تصمد أمام #دولة #كبيرة في #الحرب ؟
موسى العدوان
للإجابة على هذا السؤال، دعون نعود إلى الماضي، لنعرف كيف وقفت دولة صغرى، في وجه دولة كبرى، تفوق إمكانياتها بأضعاف.
بتاريخ 30 نوفمبر 1939، وبعد مضي ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب العالمية الثانية، شن الاتحاد السوفياتي السابق هجوما كاسحا على فنلندا بقصد احتلالها.
كان ميزان القوى العسكري، يميل بدرجة كبرى إلى جانب القوات السوفياتية، إذ كان يبلغ عدد القوى البشرية في الجيش السوفياتي، ثلاثة أضعاف عدد القوات الفنلندية، ومئة ضعف في الدبابات، وثلاثين ضعفا في الطائرات.
ومع هذا التفوق الكاسح للقوات السوفياتية على القوات الفنلندية، إلا أن الأخيرة استطاعت أن تصمد أمام تلك القوة، بعد قتال دام لمدة أربعة أشهر، حيث تم توقيع معاهدة سلام في موسكو، في شهر مارس عام 1940.
كان قصد السوفيات احتلال فنلندا كاملة، إلا أن الجيش الفنلندي صمد أمام القوات السوفياتية المهاجمة، ومنعه من تحقيق هدفه. ولكن القيادة الفنلندية تنازلت في النهاية عن 11 % من أراضيها وعن 30 % من أصولها الاقتصادية للاتحاد السوفياتي.
تكبّد السوفيات خسائر كبيرة في هذه الحرب، وساءت سمعتهم الدولية، ولم يحققوا هدفهم الرئيسي في احتلال فنلندا كما خططوا له. وكانت خسائرهم في القوى البشرية فقط حوالي 127 ألف قتيل ومفقود، مقابل 26 ألف قتيل ومفقود لدى الفنلنديين.
كان سبب هذا الفشل، يعود لزعيم الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين. فقد قام ستالين في عام 1937 بعملية تطهير في الجيش الأحمر السوفياتي، وأعدم وسجن حوالي 30 ألف ضابط من بينهم كبار الضباط ذوي الخبرة والمقدرة العسكرية، وحلّ مكانهم ضباط عديمي الخبرة، فانخفضت المعنويات وتردت الكفاءة العسكرية.
وفي المقابل كانت القوات الفنلندية، تتمتع بالقيادة الشجاعة، والكفاءة والروح المعنوية العالية، مقرونة بالتصميم على الدفاع عن الوطن، فصمدت أمام القوات السوفياتية، رغم صغر حجمها وقلة إمكانياتها، لمدة أطول مما توقعه السوفيات. كما كانت خسائرهم في الأراضي محدودة نسبيا، مقارنة بما كان يهدف السوفيات لتحقيقه.
وهكذا يتبين لنا، أن بإمكان دولة صغيرة، إذا كانت قيادتها وشعبها على قلب رجل واحد، ولديهم الشجاعة والتصميم على الدفاع عن وطنهم، أمام أي قوة معتدية مهما كان حجمها وقوتها، أن تحقق النصر وتدحر العدو الذي يستهدف كيانها وشعبها.
التاريخ : 14 / 2 / 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى