لماذا زار هنري كيسنجر موسكو؟

سواليف

وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، البالغ من العمر 94 عاما، وأحد آباء سياسة “الانفراج” في سنوات الحرب الباردة، التقى في الكرملين فلاديمير بوتين.

وبحسب قول صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي”، لم يتم الكشف عن مضمون المحادثات التي أجراها مع الرئيس الروسي، والتي لعبت، وفقا لبعض المعطيات، دورا في ترتيب اللقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين دونالد ترامب على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية يوم الجمعة المقبل، ليتم رسميا في نهاية الأمر تأكيد هذا اللقاء، الذي بقي لفترة طويلة موضع شك.

وقد شارك هنري كيسنجر صباح اليوم التالي في منتدى “قراءات بريماكوف”، وتحدث عن العوائق التي تحول دائما دون الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة. هنا تورد الصحيفة مقتطفات من كلمته.

100 عام من المجابهة

إن الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة يجب حلها عبر المفاوضات، وعن طريق التوصل إلى رؤية مشتركة للمستقبل. ونحن مع يفغيني بريماكوف “كنا دائما نفهم أن عاقبة أي نزاع نووي بين القوتين ستكون مأساة مهولة لكل البشرية.

وإن التوترات التي تنشأ بشكل دوري بين الولايات المتحدة وروسيا ليست ظاهرة جديدة. وقد حدث هذا في الماضي، و”مررنا بأوقات أسوأ”. وقد تنافست روسيا والولايات المتحدة في شمال شرق-آسيا. ووقفت الولايات المتحدة إلى جانب اليابان بشكل غير مباشر ضد روسيا في الحرب الروسية–اليابانية. بيد أننا تمكنا لاحقا من التغلب على هذه الصعوبات

ولا ريب في وجود عوامل رئيسة تلعب دورها في تسعير المجابهة بين القوتين. منها الاختلاف الكبير تاريخيا في تصور كل من روسيا والولايات المتحدة “أبعاد أمنها القومي”.

ففي حين أن روسيا ركزت دائما على حماية أراضيها الشاسعة، والدفاع عنها أمام طموحات الجيران الأقوياء، وأن المسألة الأمنية كانت دائما – القضية رقم 1 في أولويات الحكومة الروسية، فإن الولايات المتحدة على العكس من ذلك، ولا سيما بعد أن فرضت هذه الدولة هيمنتها على أمريكا الشمالية، قد تبلور لديها الشعور بالأمن الكافي، ولم تعد بحاجة إلى الإشراف على حدودها إلا بقدر طفيف. وبالتالي ركزت اهتمامها على التبادل التجاري وفتح الأسواق أمام السلع الأمريكية.

وكلا البلدين وعلى مدى أكثر من 100 عام مارس ولو بدرجات متفاوتة سياسة الردع بحق الآخر. فروسيا حاولت ردع الديناميكية الأمريكية، والولايات المتحدة ردع سياسة التوسع الروسي. وفي حين أن الولايات المتحدة تعدُّ نفسها زعيمة العالم الوحيدة، فإن روسيا ترى نفسها مدافعة عن النظام العالمي والقانون الدولي ومبادئ العدالة.

أملا في مواصلة الحوار

في فترة الحرب الباردة، وصلنا إلى مرحلة المجابهة، ولكننا سرعان ما أدركنا أن ذلك سوف يؤدي إلى كارثة لعموم البشرية، وبدأنا الحوار حول التحكم بالسلاح النووي، وقضايا الصراع الساخنة المتنازع عليها في مناطق مختلفة من العالم. واليوم، توجد بالطبع خلافات بيننا حول الوضع في أوكرانيا وسوريا، ولكننا لدى مناقشة جميع هذه القضايا يجب علينا التفكير بما نريد منع حدوثه، وما نريد تحقيقه. كما يجب علينا أن ننطلق دائما من حيثية السعي نحو السلام والتطور البناء، والذي لا يمكن في إطاره لبلد ما أن يقوض جهود بلد آخر للحصول على امتيازات من جانب واحد.

إلى ذلك، إنني أعرب عن قناعتي وتفاؤلي بأن العلاقات الروسية–الامريكية ستدخل في مرحلة جديدة من التطور في العمل البناء والمشترك.

روسيا اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى