الجندرة في المناهج .. بين رفض مجتمعي لشرعنة حياة الشواذ وتبرير وزارة التربية

سواليف – خاص – فادية مقدادي

أصدرت #وزارة #التربية والتعليم خلال الأيام الماضية كتابا رسميا تطالب فيه إدارات #المدارس المباشرة بالتدريب على إدماج النوع الاجتماعي ” #الجندرة ” في #المناهج و #البيئة #المدرسية .

وفور صدور هذا الكتاب، عزمت مؤسسات مجتمع مدني على تنظيم حملات #رفض إدماج “الجندر في المدارس، مبررين ذلك بأنهم لن يسمحوا بشرعنة #حياة #الشواذ !

من جهتها ، رئيسة قسم النوع الاجتماعي والشراكات الاستراتيجية في ادارة التخطيط والبحث التربوي في وزارة التربية ،كفا العكروش ،أوضحت المقصود وبشكل مفصل حول “النوع الإجتماعي الذي تم ذكره ونية الوزارة دمجه في البيئة المدرسية والمناهج .

وقالت عكروش إن وزارة التربية والتعليم عملت ومنذ سنوات على تعميم قضايا #المساواة بين #الجنسين والاستجابة لاحتياجات كل منهما تحت ما يسمى #النوع الاجتماعي في التسمية العربية أو ” #الجندرة باللغة الانجليزية وفقا للثقافة العربية والسياق الاجتماعي والديني الذي نعيش فيه .

وأكدت أنه في مجال التعليم كان الهدف الرئيس من تدريب #المعلمين والمعلمات على هذه القضايا، التعريف ورفع الوعي حول عدة مفاهيم مثل: الأدوار الاجتماعية وتمييزها عن الأدوار البيولوجية، وكيف تتحدد بالمجتمع والثقافة والمعتقدات والعادات والتقاليد، ومفهوم العدالة التي اذا تم اتباعها كمنهجية ستحقق #المساواة في #الحقوق وتسير عجلة التنمية، لافتة بأن هناك مفهوم آخر يتم التركيز عليه، هو الصور النمطية التي قد ينتج عنها مظاهر التمييز، بالإضافة الى مفاهيم العنف وأنواعه الذي يحدث بناء على جنس الإنسان(ذكر أو أنثى) مع التركيز على العنف المرتبط بالمدرسة.

موقع سواليف الإخباري توجه بعدد من الأسئلة للأستاذ الدكتور حسين محادين من قسم علم الاجتماع في جامعة مؤنة ، والذي تحدث حول موضوع الجندرة ونوّه إلى تأثير ربط المساعدات الأجنبية المقدمة للدول النامية والتزامها في إنفاذ بنود الاتفاقيات ، التي يتم بلورتها من خلال المؤتمرات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان والمساواة بين الذكر والأنثى ، وإلزام الدول النامية بها الى الحد الذي غدت فيه هذه الاتفاقيات تتقدم في أهميتها على تنفيذ على قوانين الدول ، حيث عملت الدول النامية على تعديل تشريعاتها واجراءات عمل السلطة التنفيذية فيها، وفقا لمفاهيم الشرعية الدولية المُلزمة، ومنها ما يرتبط بضرورة انصاف المرأة الانسانة في كل عناوين الحياة، لاسيما في حقل التربية والتعليم اي عبر المناهج النازعة الى اكساب الطلبة من الجنسين ما من شأنه تعديل انماط التنشئتين الأسرية والتعليمية ، ملمحا الدكتور محادين إلى أن مفهوم الجندرة أو النوع الاجتماعي ، غريب عن مجتمعنا الاردني العربي الإسلامي ، وما هو إلا حالة من الإملاء الخارجي علينا.

وأضاف الدكتور حسن محادين ، أنه وتبعا لما تقدّم ، فلا غرابة ان تصمم او تعدل مضامين المناهج الدراسية والبيئة التشريعية والسلوكية للطلبة وفقا للنماذج المهيمة على العالم بحيث تتحقق اجراءت هذه الاطروحات التربوية اردنيا، ولو بالتدرج عبر تمثل الطلبة وبصورة يومية لمثل هذا النمط الحداثي الغربي/ المعولم عبر ما يلي:-
الاقتصاد وهو ما يُعرف “بالتمكين”. اي “الانتقال من قِيم الجماعة الى القيم الفردية والمبادرات الناجمة عنها” .

وعبر سعة انتشار التكنولوجيا وادوات التواصل الاجتماعي، وما تسهله ضمنا ،من عمليات الانتقال فكرا وسلوكيات ومحاكاة للنموذج الغربي المهيمن عالميا من خلال اللغة الإنجليزية ، وتتجلى بين الشباب باللغة الهجين وهي ما يسمى”بالعربيزية” ، يساعد على ذلك كله سطوة ثقافة الصورة على حواسنا، وما توفره هذه الادوات من فورية الترجمة من لغات اجنبية وازاحتها لمضامين الخطاب التقليدي القائم للآن في مجتمعاتنا النامية ، يتمثل ذلك بثقافة دونية مكانة الأنثى، ومحدودية اسهامها بالاقتصاد المحلي والعولمي معا، جراء ندرة وتدني فرص مشاركتها في صناعة القرار بشتى حقول الحياة ، واستخدام هذه الذريعة في تنفيذ مخرجات الاتفاقيات الدولية الآنفة الذكر .

ولكن .. هل سيقبل مجتمعنا هذه التغيرات المتسارعة ممثلة هنا بمضامين النوع الاجتماعي في حقل التربية الاسرية والتعليم في المدارس كنموذج ، ومدى توافقها مع قيم المجتمع الأردني ومبادئه في التربية والدين والأعراف والتقاليد؟.
قال الدكتور محادين ، علميا، وكما تشير النظريات العلمية للتغير الاجتماعي الثقافي ، فإن مبدأ الفوائد النفعية سواء بالنسبة لمتلقي الفكرة او مروجها هي التي تحدد نجاح او إخفاق مثل هذه الافكار، لكن من الواضح ان سعة انتشار التكنولوجيا والنماذج الغربية في الفكر والطعام/الوجبات السريعة، واللغات وثقافة الصورة التي تبث علينا، وهي التي تزودنا بما يقارب 80%من معارفنا مقارنة مع غيرها من الحواس ، تجعلني اشير ومن منظور علمي استشرافي الى احتمالية عالية لتقبلنا ولو لاحقا الى مثل هذه الافكار حتى وان اصطدمت ببعض عاداتنا بجزء من مضامين الجندرة والاتفاقيات الدولية المرتبطة بهذا الموضوع لاسيما وانها اجيزت دستوريا، فغدت نافذة التطبيق في بلدنا النامي .
وأضاف :اذن ، لا مناص من ان نكون حكما جزءا من المتفاعلين بما يجري في العالم الجديد بعوالمه وعولمته الكونية.

من ناحية أخرى ، وفي مقال للدكتور رشيد عباس تحت عنوان … #انحراف #برنامج #النوع #الاجتماعي عن مساره الصحيح ، نشره موقع سواليف ، حذر فيه من وضع النوع الاجتماعي (الجندرة) في مناهجنا بهذه الصورة المغلوطة وتدريب كافة المعلمين عليه ، واعتبرها خطوة خطيرة جداً من شأنها أن تؤجج المزاج العام للمجتمع الاردني والذي هو مؤجج أصلاً ومتعكر,.

وطالب القائمين على هذا البرنامج في وزارة التربية والتعليم لملمة أوراقهم والانصراف إلى تدريب المعلمين على المحتوى العلمي للمناهج وعلى استراتيجيات التدريس والتقييم التي تنسجم مع ميول واستعدادات وقدرات الطلبة الفعلية, وترك النوع الاجتماعي (الجندرة) إلى التنشئة الحقيقية الصحيحة لدى الأسرة الأردنية المحترمة فقط, والتي لا شك أنها تمتلك منظومة من القيم الغنية بذلك والارقى بكثير من النوع الاجتماعي (الجندرة) الذي تم تحريفه وانحرافه مؤخراً عن مسارة الصحيح, ولا اجد تبريراً منطقياً لهذا التحريف والانحراف.

وأضاف أن دعاوي المساواة بينهما دعاوي منحرفة لا تتناقض مع الدين فقط, بل مع العلم الحديث والفطرة الانسانية السليمة.
وبين د. عباس أن الفروق بين الجنسين أودعها الله سبحانه وتعالى لحكم عديدة جداً لعل ابرزها أن تستقيم الحياة الطبيعية بين الجنسين وتتكامل بينهما لا أن تتداخل كما جاءت به (الجندرة) وتحريفاتها الملتوية, وتتمثل هذه الفروق في الجوانب الاتية: الاختلاف في الشكل الخارجي, وفي الصفات التشريحية, وفي تركيب الدماغ وبقية الجهاز العصبي, وفي الصفات الوراثية, وفي اجهزة الحواس, وفي معدلات النمو والبلوغ والشيخوخة, وفي الصفات النفسية, إلى غير ذلك من صفات وخصائص جوهرية اخرى.

وقال أن الأسرة الأردنية المحترمة هي المعنية بالنوع الاجتماعي فقط, فهي تعي تماماً أن الفروق بين الذكور والإناث تتكامل ولا تتداخل, وتعي أيضا المهام والادوار والمسؤوليات الموكلة لكل منهما جسمياً وسيكولوجياً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى