اخس يا الخاسي … / جمال الدويري

اخس يا الخاسي …

تسقط الحروف عندما نُقحمها بالدلالة عليك, نعتا وفكرا, ويتلوث الفضاء عندما يُزجّ به بتلك الفضلات الصهيوتؤامرية, التي تسابق نفسها لتتبرأ منك,
أما تلك الكوفية الرمز, فقد حَلَفَتْ ثلاثا انها لم تُستشر, عندما الصقتها بلا دلالاتها النظيفة الشريفة فوق رأس الإفك الملعون, رأسك, وكذلك ذاك العقال الأصيل, الذي اعتراه وابل الخجل, فوق جمجمة أرهقها صاحبها, محاولا ان تثبّت به شظاياك المتآكلة غلّا وحقدا, مكفوتا بلا هيبة او رونق فوق ما تحته.
ولم تستطع كل كرامة هذه الكوفية النقية, وألق تاريخها الطاهر, من طمس حقيقتك, ولا إخفاء كل ما تحتها من عفن ونتانة, ولا حبس ما تحتها من روائح كريهة, اقل جثثها خطورة وخسة وسميّة, الخيانة الوطنية والاصطفاف مع عدو الأمة والوطن,
وعندما يُذكر هذا “المُضِرّ زهران” في حيّز ما, فلا يتبادر الى الأذهان الا اثنتين, صورته ضيفا سخيفا في تلفزيون الدولة العبرية المارقة, أمام علم العدو الكريه, معتمرا كوفيتنا الحمراء بكل هبل الغريبين عليها, ولسان حالها يقول: اخس يا الخاسي, حيث يستعمله الصهاينة مثل محرمة ورقية رخيصة, مرت للتو على موضع عفة مومس, لتجد نفسها بعد الاستعمال وما بها من رطوبة ودنس, تزاحم ما أدنى منها ان وجُد, على مكان في سلة القمامة التاريخية وفضلات الخيانة والسقوط السحيق.
والصورة الثانية وهو يمثل دور المعارض والمصلح, يتزين ببيرق الوطن الذي عض يده وأنكر جميله, ذاك البيرق الأنظف والأشرف, بألوانه الزاهية ونجمته الأوفى والأنقى, وهو منه براء حتى يوم الدين والحشر.
وعندما تمر هاتان الصورتان أمام الوعي السوي, للتقييم الموضوعي الرصين, فلا يجد بينهما من قواسم مشتركة غير الانفصام المرضي الشديد والصارخ, القابع في قاع بوتقة النرجسية اللامتناهية, المخلوطة بكم كبير من داء امتهان الفضيلة وتناقض الذات مع الذات.
“المُضِرّ زهران” , مثال صارخ ماثل للعيان, من مركّبات نقص وعُقدٍ نفسية لا حلحلة لها الا بالهروب الى المزيد منها, ولا شفاء منها الا بالمزيد من النقص والعُقد, والإغراق بمغادرة دائرة المنطق والمفهوم, كما يفعل هذا الشئ الذي يحمل هذا الاسم,
انه, وبكل بساطة, طفل شذت نفسه ومرضت روحه, أو كما يافع يستجدي سن الرشد, علا الصدأ معالمه وفكره, يتحايل عليه الصهيوني الطبيب المعالج ليحشوه في السترة من خلاف, في الطريق الى المصحّة العقلية الدائمة وحقن التخدير والفناء البطئ, ثم الى مزبلة التاريخ والخزي.
ويُسأل في الحوادث ذو صواب, وهل ترك الغباء له صوابا.
ولا نذكرك اليوم ايها الخاسي, لأنك صاحب وزن او قيمة, او انك قد ارتقيت الى مثقال ذرة من غبار على خف هائم مشرد عربيد, ولكنه الغثيان المرافق لما تمارس من نطنطة النسانيس على حبال الخيانة والعمالة والتصهين, فيما أسموه لك أسيادك, مؤتمر تجمع المعارضة الأردنية البائس, بؤس من يلبسك هذا الثوب الرجس, ويدفع لك بضرع خنزيرة صهيونية نجسة, لا يفرق غباءك بين طمثها النتن وسوءة حليبها الموبوء,
وستعرف ايها الخاسي ومن يخيل لغبائك انك شيئا ما, انك لم تبلغ بعد موقع وقدْر وقدرة ان تُشنّك الى موضع نعل أردني عزيز واحد, لا يراك ولا يسمعك او يعتبرك, أو يعيرك اهتماما أكثر من ارملة خنفسة تغلّث على المنافِس, فيوسعها فعصا بالبسطار.
هنيئا لك جوف حصان طروادة اللعين, ولنا وبنا اليقين الذي لا شك به, انك لن تفتح لهم الأسوار ولن تسقط الوطن, فهنا رجال نشامى عاهدوا الله والوطن, على أن تبقى راية الأردن عالية خفاقة تطاول الغيم والسماء, غير مكترثة بالعملاء والزيف. واخس يا الخاسي.
أما اولئك الذين يصفون صفاقة هذا اللعين, بمؤتمر تجمع المعارضة الأردنية, قصدا او غباء, فليتقوا الله بالرسالة والكلمة والمعنى, وليتجنبوا ان يلبسوا هذا الهراء الدنيء ثوب المعارضة والاصلاح, وليبقوه في مساقه ومساره الصحيح, عنوانا من عناوين التصهين والخسة, بعيدا عن الأردنية الحقة وثوبها الناصع., فما زال الأردن, والحمد لله, خالٍ من العملاء وأذناب العدو.
وإلى كل الضباع والجراء الجرباء التي تعتقد انها وجدت بهذا المافون ضالتها, وتنتظر موضع جزام الصهاينة للإيقاع بهذا الوطن, واستبدال الأصيل بالعميل, أنكم لن تكونوا بأفضل نصيب ممن أسقطتهم الخيانة, وارتد كيدهم الى نحورهم, وتجمدوا موتا في رحم النجاسة والذل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى