التهاب الزايدة والعلاج بالضرب والشلاليط

#التهاب #الزايدة والعلاج بالضرب والشلاليط

د. حسام العودات
في عام ٢٠٠٤ كنت أعمل في الأبجدية من #جراحة #أبقراط وصحبه ، بمستشفى فرعي في لواء قد أصاب ديوان الخدمة المدنية التخمة من شهادات أبنائه ورجائهم .
جاءني شاب وقد ابتدأ خطواته بعمر الشقاء السرمدي ، فهو من بلاد لا تجد ما تباهي به سوى عمارة بنك الإسكان وقد أطلت من شرفاتها نباتات تسقى بماء المكيفات .
فحصته وأدخلته لجراحة طارئة في زائدة دودية قد وجدت طريقها الى أحشاء البائسين ، وقد جمعوا كل مآثر الفقر والبطالة وعنوسة الفتية بعد أن عزّ في البيت الرغيف .
عاينه طبيب التخدير ، فوجد صدره صامتا كصمت الحزن فوق أضرحة المقابر ، فقد أخفى المريض عنا ربو قصباته وانقطاعه عن الدواء منذ أشهر ، ليشير علينا التخدير بتحويله الى مستشفى يتوفر فيه أختصاص الأمراض الصدرية ، بعد جهد في الإقناع وعرق صبيب .
وما أن علم والد المريض بنبأ تحويله ، حتى ذهب متأبطا غضبا قد تأجج في المقل ، وكأنه نمر وقد أدرك فريسة في يوم زمهرير بعد طول الصيام ، وما هي الا دقائق حتى انهال بالضرب على إبنه قائلا : من وين جبتلنا هالزايده ، أي هو ناقصنا هسع هم ومصاريف وأجارات رايح وجاي عالمستشفيات ؟!!!!!
هرع التمريض ليبعدوا الوالد عن ولده ، بعد أن شارك في مراسم الإبعاد عليل بخرطوم يتدلى من أنفه ، بعد أن أدركت أمعاؤه وعورة الطريق فانسدت .
كان الشاب يئن من ألم الأحشاء وكسر في الخاطر ليس كسابق العهد في ( الشتر ) والخيبات ، فقد تركت الأصابع بصماتها على خده الذي تورد من تزاحم الراحات .
قلب أبيه ليس صخرا ، رغم قسوة الخطب وسوء التدبير في حضرة القدر ، ولكنه مثل مدينة صحراوية ، تعذب عشاقها بالعوز والضجر .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى