” الحرة وسام ” تروي قصص اتصالاتها.. جورج وسوف أكثرهم عدائية

سواليف
في الحديث عن ميسون بيرقدار ( الحرة وسام )، لا يمكن للمرء إلا أن يتوقف طويلا أمام السبب الحقيقي الذي يدفع بها إلى مواصلة مشوارها المحفوف بالمخاطر، لكن بمجرد الحديث معها تكتشف أن Yيمانها بعدالة قضية الثورة السورية هو السبب الوحيد الذي يقف وراء ذلك.

“يلعن روحك يا حافظ” عبارة تحرص بيرقدار على قولها في المئات إن لم نقل الآلاف من الاتصالات المسجلة والمحملة على شبكة النت، التي أجرتها مع شخصيات موالية للنظام سورية، ولبنانية، ومصرية وغيرها، على مدار عمر الثورة السورية، نجحت في استدراجهم أحيانا، وفشلت في أحيان أخرى.

كانت بيرقدار العضو في الرابطة السورية للمغتربين في ألمانيا تشتهي الثورة قبل أن تتكفل أصابع أطفال درعا بتفجيرها، “بمجرد بدء الاحتجاجات في سوريا، اخترت الوقوف إلى جانب هذه الجموع التي طالبت بحريتها، وعلى الفور بدأت العلاقات تتوتر بيني وبين بعض الأسماء في الرابطة، وحينها صارت عندي قناعة حتمية بأن مشوارنا طويل”.

وتواصل حديثها لـ “عربي21”: “لست نادمة على شيء فعلته، لأني لم أقصد التشهير يوما بشخص موال للنظام لمجرد شخصه، وإنما كان هدفي التشهير بتأييده لنظام قتل شعبه، ليسوا أحرارا في قتل الشعب السوري، لو كان خلافنا معهم سياسيا دون دماء، لكنت عذرت موقفهم، لكن هنا الموضوع مختلف، هنا هم قول واحد مع قتلنا، مع دمار بيوتنا”.

لكن إلى أي مدى خدم ما تقدمينه الثورة، تجيب بيرقدار دون تردد: “إن لم أقدم عبر كل هذه الاتصالات شيئا إلا فضح هؤلاء على رؤوس الأشهاد فهذا يكفي، فضحت مواقف أغلب الشخصيات المؤيدة، وقلت للعالم كله خلافنا مع هؤلاء هو خلاف مع الأخلاق والروح الإقصائية التي تسيطر عليهم، ودليل ذلك اتصالي بطريقة محترمة مع السياسي والمفكر الإسلامي التونسي راشد الغنوشي”.

وتوضح: “حين ادعى حزب الله عبر قنواته الإعلامية أن المفكر راشد الغنوشي رفض إدراج حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، أحببت أن أوضح للعالم أن هذا الرفض مغلوط، وحينها اتصلت بالغنوشي، وشرح لي حقيقة موقفه”.

وتردف: “حصل كل ذلك بعلم السلطات الألمانية، وأبعد من ذلك وافقت السلطات الألمانية على لم شملي بأبي، وخصوصا بعد أن قتل النظام شقيقي الوحيد انتقاما مني فقط”، وتوجه بيرقدار حديثها للمنتقدين لعملها: “يكفي أن اسمي صار مخيفا لكل رموز النظام، يكفيني كم التهديدات التي تطالني يوميا هنا في الأراضي الألمانية”.

وعلى ذكر التهديدات التي تطالها توضح بيرقدار: “كان جورج وسوف هو الأكثر عدائية من بين كل من أجريت معهم اتصالا هاتفيا، فور اتصالي به حينها، بدأت التهديدات بالقتل تطالني، اضطررت على إثرها لاتخاذ تدابير احترازية، وأقفلت الهاتف، لكن مع ذلك لست خائفة، وأنا أستغرب من عدم خوفي هذا”، وتضيف: “جورج وسوف سلطان من شبح الأسد، حتى أكثر من زوجة الأسد، مع أن غالبية السوريين كانوا يحبون فنه، ولم يكن لها مشكلة معه”.

وتكشف بيرقدار عن عدم نشرها لاتصالات كانت قد أجرتها مع شخصيات موالية للنظام، حرصا منها على عدم التشهير بأشخاص لا يمتلكون الخيرة من أمرهم، على حد تعبيرها، وتوضح: “لقد أجريت اتصالا مع الفنان سليم صبري، ولم أقم بنشره، لأني أدرك تمام الإدراك أن هذا الفنان ليس مواليا للنظام، كما أجريت اتصالا مع الفنانة “عزة البحرة” وتهجمها غير المقبول على الدين الإسلامي منعني من نشر اتصالها، لقد شعرت لوهلة أن نشر اتصالها سيكون سببا لمقتلها، ولذلك لم أنشر اتصالها”.

وردا على سؤال لـ”عربي21″ حول الكيفية التي تستطيع فيها بيرقدار الحصول على أرقام الهواتف الشخصية لشخصيات مقربة من النظام، أو من الدائرة الضيقة المحيطة بالأخير، أكدت أن كشف هذا “السر” متروك للأيام القادمة، لكنها ألمحت إلى تعاون شخصيات من الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد معها، وأردفت: “لكني فشلت في الاتصال مع أسماء الأسد، لأن محاولاتي كانت دون جدوى”.

لم تغفل بيرقدار مساعدة زوجها ومساندته لعملها، مضيفة: “هو السند الأول لعملي، ودائما ما يتحمل المسؤولية معي”، وتختم حديثها معربة عن رضاها مما وصلت إليه الثورة، رافضة الحديث عن فشل الثورة لأن المجتمع الدولي خذل هذا الشعب المظلوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى