قمة بيروت.. الإنشاء يتكرر / عمر عياصرة

قمة بيروت .. الإنشاء يتكرر

كما كان متوقعا، لم يهتم الشارع العربي بقمة بيروت الاقتصادية، والسبب انه يدرك «بالتتبع والاستقراء» عبثية قمم العرب، وعدم جدواها، وانها لا تخرج عن منطق الانشاء المتكرر.
لم تخيب القمة ظن الناس، فجاءت مقرراتها انشائية، وغاب عنها الملوك والرؤساء والامراء، وكانت رتيبة، باستثناء حضور امير قطر المفاجئ، وتراشق المندوب السوداني مع نظيره المصري على فقرة في البيان الختامي.
في اثناء انعقاد القمة، كانت الصواريخ تدك مواقع في دمشق يقال انها ايرانية، وتلك مفارقة تتحدث عن نفسها، فالصواريخ تمر فوق مكان انعقاد القمة، ووجهتها دمشق، والهدف ايراني، والمعتدي اسرائيلي.
لا عمل عربيا مشتركا، تلك حقيقة مؤلمة تؤكدها كل اجتماعات وقمم العرب، والاذل مكانة ان العمل العربي المشترك الوحيد والفاعل لا يكون الا برعاية اميركية صهوينية «الناتو العربي» او برعاية ايرانية «الممانعة ومحورها».
حتى في تناولهم اثناء قمة بيروت لقضية اللاجئين السوريين ومعاناتهم والضرر الواقع على الدول المستضيفة، لم يخرجوا عن لغة البؤس، وتم رمي الكرة في ملعب المؤسسات الدولية، وغابت دول الثراء العربي عن تحمل المسؤوليات.
الاردن شارك بوفد يرأسه الدكتور عمر الرزاز، رئيس الوزراء، واكاد اجزم، اننا لم نحقق اي فائدة تذكر، فالانشاء «ما بطعمي خبز»، والتضامن العربي بات استخداميا توظيفيا لا اخوة فيه.
العرب في اسوأ احوالهم، يعيشون عثارهم التاريخي في ابهى صوره واكثرها بؤسا، وهذه الهشاشة، تتراكم وتتعاظم في كل يوم اكثر فأكثر.
الشعوب يمزقها سياسات والخنوع والمحاور المذلة التي جعلتنا لقمة سائغة للمخططات الهادفة لتفتيت الامة، فلقد اصبحنا في خانة العاجزين رغم ثروات الامة وطاقاتها الكامنة.
قمة بيروت، لن تحظى باهتمام الجماهير العربية، لا لأنها تخلو من الزعامات، بل لأن الجماهير كفرت بالانشاء، وبالمحاور المذلة، وتنتظر فيضا من السماء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى