التجول اللإرادي..

التجول اللإرادي..

قاسم الزعبي


غالبا ما يُعلق على الشعب الأردني من حيث كشرته والتي أصبحت وسما يوسم بها بين شعوب المنطقة.. وقد تعدى الأمر بتلكم الشعوب المجاورة من باب الممازحةأن يقولوا أن مطربنا متعب… وبحرنا ميت.. وخليجنا عقبة.. وشمالنا عقربا..
ولكوني أردني المنشأ والاطباع فإني أوافقهم أننا نتميز بكشرة لانظير لها في الايام العادية فما بالك عند تزامن رمضان مع ظروف كورونا وتبعاتها من حظر واغلاق للمدارس والجامعات والمساجد…
حكومتنا غير الرشيدة باءت بفشل تلو فشل في التعامل مع الإنسان الأردني… فمرة تتبع معنا سياسة الاستحمار ظننا منها أننا مازلنا نملك عقول حمير… ومرة تتبع معنا سياسة النسيان ظنا منها أننا نملك ذاكرة السمك.. وثالثة تتعامل معنا كعبيد المزارع وعبيد البيوت على حد سواء.. فقسمتنا نصفين.. نصف يسحج لها ويرفض أي شكل من أشكال نقد الحكومة خوفا على ما يقتاتون عليه.. وقسم آخر ضاق ذرعا وأصبح ينتقد سياسات الحكومة (عالطالعة والنازلة) لعلمه(أي الصنف الثاني) أن الحكومات متغيرة ونهج الفساد ثابت وذلك لان لا شيء عنده يخسره…
اليوم ونحن في رمضان.. بتنا نلحظ العقلية الاردنية الطيبة تطفو على السطح لكنها ليست بطيبة… فردات الفعل على سياسات الحظر والتجويع والتعطيش والبطالة الممنهجة جعلتنا نمارس ظاهرة التجول اللارادي في محاولة منا لكسر الروتين القهري التي تمارسه الحكومة المنتخبطة القرارات علينا…. فمات اثنان في جفين وكادت أن تتحول إلا بسوس حديثة… ومات اثنان آخران في الجويدة يوم أمس….
عندما يتخبطنا الشيطان من المس نصبح أعداء أنفسنا.. فلا غرابة… فشاب في الثلاثين من عمره ولا راتب لديه أو سيارة أو بيت أو زوجة… فكيف لن يمارس هوايته بالتجول اللارادي… ليستبيح عاداتنا وأعرافنا… فيقتل او يبيع المخدرات أو يصبح(دوار مشاكل) علي أقل تقدير.. ذلك لأنه وجد نفسه أمام أحلام مسروقة… وواقع مخز…
في كل رمضان بالاوضاع العادية وبدون كورونا كنا نشهد (شلاليت وبكسات) على دور القطايف… وكان لسان حالنا (حل عني تراني صايم)… فكيف اليوم وقد أصبح الحال مع كورونا وتبعاته السياسية والاقتصادية؟؟؟
نسأل الله أن يزيل الغمة عن الأمة.. والغمة هنا كورونا اولا ونهج حكوماتنا ثانيا…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى